صدى البطل المنكسر - زنداني التهامي | القصيدة.كوم

شاعر يمني (1996-)


418 | 0 | 0 | 0




لا تثق..؛
المدينةُ بعد الهزيمةِ تُنكر أبطالَها،
والنشيدُ العريقُ العريقُ انتهى..؛
ثَمَّ صوتٌ هنا لا يَرَى أحدا،
لا يَرَى أبدا،
ثَمَّ عينٌ هنا لا تثق،
لا تنادي سوى نفسها،
فانكسر جيدا،
وانكسر راضيا،
واحذرِ الآنَ من غلطٍ فادحٍ في الكتابةِ،
إنَّ الليالي القديمات تلعبُ في الشارعِ العام،
فاحذر من الأمسِ،
كم قتلَ الأمسُ قبلَك من حاضرٍ حالمٍ بالزغاريدِ والوردِ في ساحة المعركة؟!
فالزمانُ يُغَيِرُ أيامَه،
ها هم الآن أبناءَ صفِكَ في الثانويةِ ينتظرونك،
لا لتُفَهِمهم -مثلما كنتَ تفعلُ- درسَ التفاضلِ أو فيزياء الأشعة،
بل ليقولوا:
'لقد كنتَ تحلمُ أيامَها،
وتعلمنا أن فهمَ معادلةٍ في كتابِ الرياضة أعظم أجرا من الانتظارِ لصوت المؤذن في الفجرِ
أنَّ زهدَ المعري -إذْ كان يرثي صديقا له بالبكاء- لأفضل من دمعةٍ في عيونِ مشائخِ وعظٍ كبار، وتقرأ في دمعة قوله:

"صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْبَ
فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ

خَفّفِ الوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ الأرْضِ
إلاّ مِنْ هَذِهِ الأجْسادِ

سِرْ إنِ اسْطَعتَ في الهَوَاءِ رُوَيداً
لا اخْتِيالاً عَلى رُفَاتِ العِبادِ

رُبّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْداً مراراً
ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُمِ الأضْدادِ

وَدَفِينٍ عَلى بَقايا دَفِينٍ
في طَويلِ الأزْمانِ وَالآبادِ

تَعَبٌ كُلّها الحَياةُ فَما أعْجَبُ
إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْديادِ"-

كنت تعذبنا إنْ سهرتَ بشككَ في النصرِ والبعثِ،
ها نحن ننتصرُ الآن ثم نُوفيك حلمك يا جاحدا بالسماواتِ منذ الطفولة.

فاحذر بأن تثقَ الآن ثانيةً أن هذي المدارس تصنعُ شيئًا جميلًا،
وحاذر كثيرا من الشغف المتهور بالحلم،
عش جيدا وبعيدا؛
لأن الزمانَ شريطٌ يكرر أيامه حين يعجز مثل البشر
وقيل امتحانا
وليس كذلك لكنه لعبة المنتصر..









الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.