قرصان - شوقي أبي شقرا | القصيدة.كوم

شاعر وصحفي لبناني، من رواد كتابة الشعر السريالي في لبنان، وعمل سكرتيراً لتحرير مجلة شعر (1935-)


221 | 0 | 0 | 0




I

رحّالة البحارْ
يعبرها إلى مصبّ اللولو ..
تلفُّه زوابعْ
وعَسَلُ الضوءِ وموجٌ غولُ.
يعلقُ في السارية انتظارْ
يغفو بجرّة النبيذ، يصحو، يهتفُ:
"أرض، هنا نهارْ"
يُدخّنُ الغليونَ والأسرارْ!

يعدو على الجسر .. على السفينِ
ويجدلُ الشراعَ بالحنين
يضيئهُ السراجُ
إذ تتعب الأنوارُ والأمواجُ
يلوحُ في لوائه الأسود
والجمجمة المهترئه
يربط عيناً مطفأه
نظارةٌ تنبشُ صندوق الأبدْ
عن فرح الزمانِ
.. يروحُ كالحيتانِ
رحلتهُ ضلّت بغابة الزبدْ
لم يكسرِ الأيامَ غيرُهُ أحدْ


II

رحّالة البحارْ
لن تعرف الظنونُ كيف انطلقَ
زورقهُ .. وزفرت دفّتُهُ
لم يغفرَ البحرُ خطيئةَ
الساهرِ في أشواقه ..
فربما رسا على جزيرَهْ
يدخّنُ الغليونَ والأسرارْ
وكثرت بحّتُهُ ..
وربما بلعه الحوتُ الطويلْ
- إذ عقد الحبال بالنخيل –
سمكةً كبيرَهْ

لا تعرفُ الظنونُ أين انطلقا
زورقه، سفرُهُ تناهى:
قد عثرت ركبتهُ بالليل بالتنّين
فاحترقا
وتاها!

بيروت


نُشرت في العدد السابع-الثامن لمجلة "شعر" – حزيران 1958


الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)