أغنيةُ المرآة - علي جعفر العلاق | القصيدة.كوم

شاعر وناقـد وأستاذ جامعي عراقي. حائز على جائزة العويس الثقافية دورة 2018-2019 في مجال الشعر (1945-)


422 | 0 | 0 | 0




ما الذي يَشتعلُ الليلةَ
في تيّاركَ الغامضِ، يَا ماءَ المراياَ
جسدٌ تجتاحهُ الفضّةُ ؟
برقٌ من حنينِ الروحِ ؟
وهمٌ ؟ أم شظايَا ؟
ما الذي يبتهلُ الآن
قميصُ النومِ؟ أم جمرُ الجسدْ ؟
أيُ عرْيٍ غامضٍ، يندلعُ الليلةَ
في تيّارك الغامضِ . . . ؟
قامت ..
دخَلَت في فضّةِ المرآةِ ،
هذي فضّة المرآةِ ؟ لا، بل فضةُ المرأةِ
بل ماءٌ ، وجمرٌ، وزبدْ..
ما الذي يندلعُ الليلةَ :
عطرُ الروحِ ؟ أم ضوءُ الجسَدْ ؟
مسَحت حوّاءُ عُشبَ الموجِ
تصفو فضّةُ المرآةِ :
عرْيٌ يتنامى، جسدٌ يأخذُ شكلَ النرجسةْ
داعبت تفّاحَها الهائجَ :
عريٌ تتشهّاهُ،
شبابٌ فائحٌ من خشبِ المرآةِ، ماءٌ
شهوةٌ مفترسةْ
تتخطّى خشبَ المرآةِ ..
يغدو ذهبُ الموقدِ مرآةً ..
سريرُ النومِ مرآةً ..
وحوّاءُ تغنّي :
جسَدي مرآةُ هذي النشوةِ المفترسةْ ..
أيّ ريحٍ أيقظت نيرانَه الخضراءَ في الليلِ
ومسّت جَرَسَةْ ؟
كيف للمرأةِ أن تخرجَ من ماءِ مراياها ؟
حنينٌ يمزجُ المرأةَ بالريحِ، وبالكهفِ ،
اشتَعلْنا ..
حافياً أحضنُ نيرانَكِ ؛ عرْيٌ أتشهّاهُ ،
نثارٌ من مراياكِ على الكونِ
هواءُ العشبِ مرآةٌ ، ونارُ الكهفِ مرآةٌ ..
دخَلْنا فضّةَ الماءِ ..
إلهيْ ، أيّ عريٍ مسكرٍ هذا ؟
أشمُّ الريحَ، يهمي عُرْيُها الكامنُ في الريحِ
أرى ماءَ المرايا مائجاً فينا، استَحَلْنا
كلُّنا، الآن، مراياها. اشتعلْنا
في لظى الماءِ، تَرى فينا ندى فّضّتها
تفّاحَها الهائجَ ..
تغدو نبضَ هذا الكونِ، فوضاهُ..
وأنثاهُ المثارةْ ..
ماءَهُ القاسي ونارَهْ . . .
كيف مرَّ الزمنُ الغائمُ ؟
أعني: ما أمرَّ الزمنَ الغائمَ ..
ماذا تحملُ المرآةُ للمرأةِ ؟
ريحٌ شرّدتْنا
جرّدتْ حوّاءَ من تفّاحِها الهائجِ
يوماً، جرّدتْنا
من لظى أجسادِنا الخضراءِ ..
ذكرى جسدٍ
مرّ على المرآةِ أم مرَّ على المرأةِ ؟
لو شيءٌ من العشُبِ يغطّي وحشةَ الفضّةِ :
عرْيٌ موحشٌ ..
هذا أنينُ الروحِ أم ليلُ الجسدْ ؟
هل نسيمٌ مسّ هذا الطلَلَ الباهرَ يوماً ؟
هل تَشَهّاهُ أحدْ ؟
ما أمرَّ الزمنَ الغائمَ ..
أعني: كيف عاثَ الزمنُ الغائم
في الروحِ،
وأزهارِ الجسَدْ ..؟
سوف نمضي..
كلُّنا نمضي.. كما الريحُ
ولن يُفلتَ طَيرٌ
أو أحدْ..
كلُّنا نَجفِلُ من مرآتِنا يوماً
ونُصغي لأنين الزمنِ الغائمِ مُلتاعينَ :
لن يُفلتَ طيٌر، أو حنينٌ،
أو أحدْ ..
آهِ ..
لا نيرانَ
في المرآةِ ..
يا فاكهةَ الروح ..
ويا رملَ الجسدْ ..






الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.




سألتها أن تقود الليل من يده
( 654 | 0 | 0 )
المجنون
( 558 | 0 | 0 )
أقولُ لأصحابي
( 514 | 0 | 0 )
خيطُ الكلام
( 512 | 5 | 0 )
الشعر
( 496 | 0 | 0 )
كيف هجرناكَ ؟
( 496 | 0 | 0 )
العودة الى بابل
( 488 | 0 | 1 )
لوعةُ امرئ القيس
( 469 | 0 | 0 )
ما زال في الليل ما نشتهيه
( 446 | 0 | 1 )
تأتي الفصولُ وتمضي
( 435 | 0 | 0 )
الشاعر
( 432 | 0 | 0 )
حكمةٌ متأخرة
( 422 | 0 | 0 )
يقرأ شيئاً عن غدٍ لم يَحِنْ
( 421 | 0 | 0 )
شمسٌ واطئة
( 416 | 0 | 1 )
متعباً أدخلُ البيت
( 412 | 0 | 0 )
أرضٌ من الأضداد
( 411 | 0 | 0 )
أين كنتَ إذاً ؟
( 403 | 0 | 2 )
لو طال درب الكلام
( 402 | 0 | 1 )
عُكاز في الريح
( 399 | 0 | 0 )
جرحٌ قديم
( 380 | 0 | 0 )
أيام آدم
( 378 | 0 | 0 )
أيّ الحالمينَ أنا ؟
( 377 | 0 | 0 )
تجاعيد شرسة
( 376 | 0 | 0 )
استراحة
( 373 | 0 | 0 )
أوهام
( 370 | 0 | 0 )
بقيّةُّ السقف
( 367 | 0 | 1 )
أرض السواد
( 365 | 0 | 0 )
اسم لهذا الغياب
( 359 | 0 | 0 )
قشعريرة
( 355 | 0 | 0 )
الباص
( 354 | 0 | 0 )
شيخوخة الذئاب
( 351 | 0 | 0 )
سيفُ الجَدّ
( 349 | 0 | 0 )
شمسٌ على آخر الشجرة
( 344 | 0 | 0 )
عشبتانِ على طللٍ
( 344 | 0 | 0 )
أيام
( 341 | 0 | 0 )
السفينة
( 341 | 0 | 0 )
راعٍ يتخيل بحراً
( 340 | 0 | 0 )
حبرُ الوَحشة
( 340 | 0 | 1 )
نداء البدايات
( 339 | 0 | 0 )
سريرٌ من تراب
( 339 | 0 | 0 )
الخريف
( 337 | 0 | 0 )
طاغية من العالم الثالث
( 334 | 0 | 0 )
أفعى
( 332 | 0 | 0 )
الملاذ الاخير
( 332 | 5 | 3 )
يمضي وحيداً
( 330 | 0 | 0 )
ضدان
( 329 | 0 | 1 )
مالك بن الريب
( 326 | 0 | 0 )
ليلٌ يمانيّ
( 322 | 0 | 0 )
ملكاً كنتُ على الريح
( 321 | 0 | 1 )
مائدة الشاعر
( 311 | 0 | 0 )
أكبر من كارثة
( 311 | 0 | 0 )
عودة أنكيدو
( 310 | 0 | 0 )
ليل عراقي
( 304 | 0 | 0 )
عشبة السومريّ
( 304 | 0 | 1 )
يقظة
( 301 | 0 | 0 )
ذئاب
( 300 | 0 | 0 )
سيّد العراء
( 294 | 0 | 0 )