نظرةٌ وقعتْ من منامي - عقل العويط | القصيدة.كوم

شاعر وناقد وصحفي وأستاذ جامعي لبناني (1952-)


254 | 0 | 0 | 0




أروي مشاعرَ الكلمة،
وبها مرارةٌ منكم ومن الحياة،
ولا أحفل بمشاعري.
من أجلي خصوصاً لا أحفل،
ومن أجل آلام الكلمة.
أفعل ذلك،
كي لا تُصاب بغير دمائها،
وكي لا تؤلمها دمائي،
ولا أقول كي لا أجرحَ عواطفَ الهواء الذي يصلكم،
ويُشيعُ التوازنَ في المسافة الفاصلة.
ولا أقول لأن العين لا تحتمل التحديق عميقاً في الشمس،
مثلما لا يحتمل ألمُ الكلمة أكثرَ من نظرة.
لحظة الكلمة تضع الكلمةَ في منتهاها،
مثلما لحظة الأشياء تلغي مادةَ الأشياء.
يعزل التحديق في الكلمة مادةَ الكلمة
مثلما التحديق في المرأة يعزل ثيابَ المرأة.
بعدها،
تصبح النساءُ مادةَ غيابها
ولحظةَ الكلمة.
لا تعرف الكلمةُ أنها حدّقتْ عميقاً،
إلاّ بعد أن تغيب في الكائن الذي حدّقتْ فيه،
أو بعد أن يغيب فيها.
ولا تعرف أنها لم تعد تحتمل،
إلاّ حين يصرخ أو يغيب.
مشاعرُ الكلمة لا تحتمل أكثر من نظرة.
بعدها، تحمرّ وجنتاها،
ومن ألمها تقع في الكلمة.
ولأوضح،
لا بدّ من التسلية أو الانتحار.
أعبث كي تزداد الكلمةُ عبثاً،
فأنظر الى وقوع الكوكب من أعلى الى أسفل،
وأجرح شعورَ الحياة قليلاً
وحين أفتكر أن أنهي السجال،
تزداد اللعبة عبثاً،
فأصل الى نوم مطلق يشبه الموتَ ويختلف عنه.
ولأوضح أكثر،
أكتب كلما خرجتْ حياةٌ من رأسي،
أو دخلتْ عليه.
أفقد نفسي عندئذٍ،
لأن الكلمة تغيب عن الوعي،
ولأني أيضاً لا أحتمل أكثرَ من نظرة.
أقع من نظرةٍ وأقع فيها.
أقع عميقاً،
كي أقع جيّداً.
وكل ما أكتبه،
أكتبه لأستعيد نظرةً وقعتْ من منامي.
وأفعل ذلك كي لا أجرحَ مشاعرَ الكلمة أو أُكرهَها على البقاء
عينايَ أيضاً لا تحتملان
يدايَ خصوصاً تضيعان بعد ذلك.


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: