النهر الغريق - عقل العويط | القصيدة.كوم

شاعر وناقد وصحفي وأستاذ جامعي لبناني (1952-)


156 | 0 | 0 | 0




ماءُ الذكريات الذي غمر الرأس
ظلّ يؤلم الشتاء هنا.
والنهرُ الغريق داخل مجراه
بقي غريقاً داخل مجراه،
والرفاق الذين هناك
لم يذهبوا بدوني رغم صرخاته المستنجِدة.
كنا،
قبل ذلك،
ننزل إليه لننتشله من الضجر
ونرفعه قليلاً الى ضحكاتنا لينشف.
ماءُ الذكريات ظلّ يؤلم الشتاء هنا
ولم يسحبِ الغبارَ الذي غبّش أوجاعَ النظر الى الموتى
والتهم رسوماً معلقةً على الحائط
وصُوَراً جرحتْني حين لم أكفّ عن مخاطبتها.
الكؤوس التي شاركتْني السهرةَ
كانت ترافق هدوءَ المقاعد الوثيرة
في الركن المصطلي بأوجاعه.
بقيتْ عينايَ هنا،
خارج نظراتي.
ولم يسألني أحدٌ أين تطير التأملات
بعد أن تختلي بنفسها الثيابُ المعلَّقة في الخزانة،
ولا كيف تتصاعد حواسي المريبةُ الى الجبال
عندما تكفّ الحياة عن البقاء.
ظلّ ماءُ الذكريات يؤلم الشتاء
ويغمر الموتى
وظلّت ظلمةٌ تلتهم ظلمةً هنا.




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)