سماء صديقة - عقل العويط | القصيدة.كوم

شاعر وناقد وصحفي وأستاذ جامعي لبناني (1952-)


158 | 0 | 0 | 0




لم تخطىء عينايَ
عندما حال المطر دون خروجي الى الشارع
وتاهت يدايَ في زحمةٍ مفترضة.
فقد كان المشهد مؤلماً
والوقتُ يضيع كنظراتٍ طائشة.
الغيوم التي أمطرتْ
لم تبدّد حريقاً اشتعل في المقهى
ولا فعلتْ شيئاً تلك اللمساتُ التي تراكمتْ على الطاولة.
السماءُ الصديقة
لم ترسل إلينا قمراً في المساء.
بقينا حيارى أمام الزجاج
كذلك فعلتْ أيادينا.
كان الكلام مؤلماً أيضاً
لهذا استعضنا بحواراتِ الجالسين قربنا
وبأفكارٍ تعالتْ الى فضاء المقهى.
النادلُ الذي يرمقني من أطراف محبته
أشاح بعينيه قليلاً
ليلملمَ النظراتِ المكسورة بفناجين جديدة
ويُرفِقَ الحريقَ بهمهماتٍ لم تصل الى الشفاه.
الموسيقى التي صدحتْ في الداخل
سحبتْ دموعَ المرأة الى الرواق.
بقينا هناك طويلاً
فالمطرُ الذي في الخارج
جرف الحياة الى ساعةٍ متأخرة.
وعندما غادرْنا
كان النادل لا يزال يرمقني بكامل محبته
ويلملم بفناجين أخرى
كسوراً هائلة.
ومثله فعلتُ بدموع المرأة.




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)