حُلْكة - عقل العويط | القصيدة.كوم

شاعر وناقد وصحفي وأستاذ جامعي لبناني (1952-)


308 | 0 | 0 | 0




كنّا داخل سيارة
ثيابُها القليلةُ تموء
المقعدُ متأوّهٌ من حنانِهِ
في الخارج
منارةٌ ساهرةٌ في ماءِ الانتظار
لهاثٌ مهلِكٌ بحرارتِهِ
الرذاذُ المتهالكُ لم يحتمل غيرتَهُ.
جسدُها العارفُ كان منارتَنا في الميناء
المساءُ المتراخي من عينيها رتّب أحلامَ أيدينا
وحُلْكةُ جسمِها أشاعتْ توسّلاً في الجوار.
كانت تفترّ في غموضِ صمتِها
وجسمُها يزيح غبشاً عن القلب
صفاؤها كثّف صيفَنا النزِق
ضحكتُها عطّرتِ السوادَ المبدَّدَ بنزولِ القمر
والشارعُ المثخنُ بالزوّار انضمّتْ إلينا أشجارُهُ جوقةً من الجواري.
كانت عميقةً كغموضِ ما تضافر من يديَّ
يداها أعجوبتانِ وترفعانِ الغريق
زورقُها يجعل وطأتَها ليّنةً كبحيرة
لم أعرف ضوءَ ها إلاّ حين نزلتْ أعمقَ
حكمةُ جمرٍ حين أطبق على مأواه
الأشياءُ المرتَّبةُ انسحبتْ الى أحوالنا
في غيمةِ وجهِها
تبدّد هولُ السماءِ
أضواءُ الشارعِ زيّنت القناديلَ بحميّاها
الواجهاتُ انحنتْ
كان المشاةُ يرسلون وشوشاتِهِم
شظايانا انسدلتْ على المرآةِ المتأوّهة.
المراكبُ التي تاهت في بحرِنا عادت تهتدي الى بحرِ الميناء.


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: