شمس الزيارة - عقل العويط | القصيدة.كوم

شاعر وناقد وصحفي وأستاذ جامعي لبناني (1952-)


237 | 0 | 0 | 0




لاعِبْني
دلِّكْ بابَ البيت بفتنةِ الرطوبة
ليِّنْهُ ليزيحَ عشبَ الانتظار عن أوّلِ الحديقة
مرِّنْه ليفتحَ الطريقَ الى غموضِ اليمّ
غمِّسْ ثغرَهُ بنداكَ ليندى
كمثْلِ شفتين متوسّلتين
جمِّرْهُ بشمسِ الزيارة لينضج
ريِّحْهُ بمراهمِ العطر ليتنفّس
شعِّلْهُ وسعِّرْهُ
أعجنْهُ بالرّيقِ وغنِّجْهُ
زيِّنْهُ بياسمينكَ ليطيبَ كسهرة
كرِّمْهُ بغفلةِ الراحة
إجعلْه شديدَ القتال ليبتسم
ألدغْهُ بحنكةِ المفاجأة وراوِدْهُ بظلالِ قبلة
ناوِشْهُ بالهرب وأرهِقْهُ بوعدِ الوصول
هدِّئهُ وعذِّبْهُ ليقرَّ على الجنون
مسِّدْهُ لتستيقظَ الدارُ من الداخل
فتجذب روحكَ الى مأوى الجمر
آنذاك نوِّرْ عبورَكَ بالحريقِ والعتمةِ الموشوِشة
برِّدْه بالحوارِ على الوجهِ كلّما قارب الفراغ
إجعلْ مقامَهُ في أعماقِ البيت
ليجمعَ الماءَ بالماء
وينتفضَ عنا ما فينا من الفضلة
فهذا هو حبّ.
جوِّعْني
لأكونَ لبوءةَ الضجرانِ في وحشةِ الدغلِ الليلي
لأناغشَ سطحكَ النافرَ بحدّةِ أسناني
لأداوي حطبَكَ المتحفّز
لألمّكَ كطفولةٍ رعناء
لأنتشلكَ من المكتوم
لأنزلَ بكَ الى المائدةِ
لأنهبَكَ وارثاً للعرش
مليكاً مخلوعاً
الى أن أفترشَ شجرتكَ وألتهمَ طعامكَ.
عطِّشْني ونهِّمْني
طمِّعْني
شرِّهْني
بذِّلْني وقدِّسْني
لتنضحَ البئرُ الغريقةُ بحجةِ الإدمان
لتزهِّرَ عينُ الماءِ بتفّاحِ الرغبة.
صحِّرْني نشِّفْني
غالِبْني بقليلِ الرذاذ
شمِّسْني بصراخِ الحمم وظمِّئْني بغيمٍ بخيل
عرِّشْ كرمتي وقلِّمْني
كرِّمْني ورئِّسْني أرضَكَ ومشاعَكَ لأتمكّنَ من قمحِ البيادر
أرهزْني وجوِّدْني
جمِّعْني ماءَ سراب
ليفترَّ العيدُ تحت الشهوةِ اليائسة
ويرتفعَ نخيلكَ فوق الغليانِ والهطول.
عرِّفْني وجهِّلْني
روِّضْني ونزِّقْني وأغِثْني
وأطْعِمْني
نزِّهْني على زهرةِ عرفكَ
طيِّبْني وملِّحْني وصرِّخْني
نوِّمْني ويقِّظْني وهدْهِدْني
لأتهادى
تقولين
ولأصلَ الى الميناء على موجِ البللِ الأخير.
... ترفعين إقبالَكِ فوق الهتاف
بصوتكِ السرّيّ رغوةُ الحديقة
ثم تنسَين صوتكِ جانحاً كمركبٍ يجنِّن شراعه
تحتجّين لأني مشَّطتُ عشبَكِ بهديلِ الغيوم ورعونةِ النزولِ العميق
لأني نوَّمتُ يقظةَ الأشجار ومنحتُ الثمرَ لذةَ أن يهوي في سلّةِ العتمة
ولأني أكلتُ خبزَ يديكِ وقدميكِ
والكرزَ المضمَّخَ بهواءِ الروابي وحنكةِ الفم
ولأني
تحتجّين
لم أتركَ ظلاً يقي عصفورَكِ قيظَ الشهوةِ المقبلة.
...
آنذاك
حين
ينزل
قلبي
ليهجعَ
إليكِ
يلمع
جنسكِ
عميقاً
تحت
موشور
الليل
الأنيق
فذلك
حقاً
يكون
قمر
الحبّ.



الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: