إحصائيات تقييم قصيدة "جارتُنا الحياة" لـ "عقل العويط"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "جارتُنا الحياة" لـ "عقل العويط"
جارتُنا الحياة 0
مشاركة القصيدة
لستُ عدوَّكم
يقول جارُنا الموتُ
ففي إحدى الهفوات
كنتُ ليلَ الحجرِ والصحراء
وتقريباً كنتُ كتابَ العدم
أجوب الحياةَ حيث تنبت حنكةُ الظلّ
ربيباً لنشوةِ النعاسِ والكسل
أحصي البراري لأربّي أعشابَ طفولتي
وأغطّي مجهولَ الذات بدعاءِ النعناع وسماءِ فصولٍ هادئة.
لم أهيّىء شمسَ الصباح ليقظةِ الملاكِ الأولى.
عندما رفعوني الى الخشبة كي أفتحَ العتمَ لأوجاعِ الزيتون
لم يخيِّروني
ولم يُمهِلوني عندما أحصَوا أقنعتي
لأكونَ المرايا للستائرِ المغمضة
وأكونَ غمدَ الطعنات
لكني عندما وصمتْني اللعنةُ وسحرتْني تعاويذُ الشرور
رميتُ تبكيتَ الخيالِ في السجون وأغلقْتُ زنزانةَ وجهي
رحتُ أنحت صوتَ الهواء في سهرةِ الفراغ
لأعاينَ الذين يكرهونني
صرتُ أرتِّب ندوبَ الروح وبيادرَ الموتى
صرتُ الحكمةَ والجريمةَ ولسانَ الرواة
وأعلنتُ موتي.
منذ الله
أُجهِش تحت القناع مدحرِجاً طابةَ الروحِ في البئر
كنتُ وحيداً عندما قطفتُ خزامى الضوء ويانسونَ الظلال
من الجبال
أسدلتُ غيمةَ الصمت على حوارِ النسائمِ والشجرةِ اليتيمة
وعندما أشرق المجوسُ من نباتِ الأنين
فتحتُ الرقادَ
وعثرتُ على صرخةِ ضوئي.
لكنّ
نجمةَ
اللهِ
لم
تصدِّقْني
في
قمرِ
أحدِ
الأيام.
عندما افترستْني غريزةُ التكرار
لم أعد أستطيع أن أدفنَ تعاويذي
ولا أن أُجهِزَ على فسادِ يديَّ
وعندما خرجتُ على الله
لم أعرف كيف أختتم دموعَ متاهتي
لأواسي صقيعَ الجمر وأجفّفَ الشتاء.
لكني أركع للسكوتِ المصلّي
وأشرِّع نوافذَ المصالحة على الحديقة
كلَّ مساءٍ أذرف الهواءَ الخفيفَ على الذكريات
رادماً عطورَ الحواس وقيظَ التفاصيل
أفرش في السماء لأقتصَّ من شمسِ القسوة.
لن نحبَّكَ أيها الجارُ
قلنا له
ولا الأهلُ سيفتحون لكَ قمصانَ الأعماقِ والكلمات
هم يرمِّمون الوقتَ بعذوبةِ أرواحِهِم
كلَّ مساءٍ يحمّصون خبزََ الماضي على نيرانٍ هادئة
ليقاسموا عشاءَ هم السرّي تعبَ الحياة
لا يُفصحون عن هلعِ الوجوهِ المغمَّسةِ بنبيذِ اليأس
ولا عن أعمارِ الليالي عندما يعرّونها بقناديلهم.
لكنهم عندما يوقظون النوم
سيفاخرون أيها الجارُ
بأنهم لا يدْعونكَ الى أمزجةِ كؤوسهم
ولا يبادلونكَ مشاعرَ الودّ
أو يُهدونكَ زوفى الندمِ والغفران
يستطيعون أن يجافوكَ ليكثّفوا غيومَ الوقتِ والصداقة
أن يرموا عليكَ أشواكَ الكرهِ والغيم
وفلسفةً تشبه حجرَ الكفر
يستطيعون
أن يبلسموكَ ويمسحوكَ بزيتِ النسيانِ وغبارِ العقل
ويستطيعون التباهي
أيها الجارُ
بأنهم لا يخشَونكَ ــ وإنْ رغيفاً ــ الى موائدِ أعمارِهِم الغاربة.
الأهلُ يا جارَنا الموتَ يمتحنون جارتَنا الحياةَ
يروِّضون كآبةَ الزهور بمياهِ عيونِهِم
ويُشعِلون هسيسَ الشعر في سروةِ اللغة وحطبِ الهواء.
الآراء (0)
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)