لغزٌ مُفرَغٌ بانزياحٍ كوني - حوراء الهميلي | القصيدة.كوم

شاعرة سعودية؛ بنتٌ للربابة، وواحةٌ في صحراء (1989-)


533 | 5 | 0 | 2




هل ثَمَّ مُتَّسَعٌ لجرحٍ ثانِ؟
ما الفرقُ
إنْ ناديتُ أو ناداني؟!

مفتونةٌ بالغيبِ
يرقصُ في دمي متصوِّفًا
في رحلةِ العرفانِ

عمَّدتُ أسئلتي الوليدةَ
ريثما
تَسَعُ الحقيقة وحشة الأكفانِ

وصلبتُ أوهامَ الشكوكِ
فخِلْتُني قديسةً
في منحرِ الرهبانِ!

ما للحقيقةِ غيرُ لونٍ واحدٍ
فعلام فاضتْ جَرَّةُ الألوانِ؟

حزني رماديُّ الشحوبِ
وخيبتي مدلوقةٌ
من دَلْوِها الريَّانِ

خيباتيَ العشرون
منذ عَدَدْتُها
قَضَمَتْ يدي
فأشرتُ لي بلساني!

سرَّبتُ قلبي
من شقوقِ قصائدي
لتجوزَ فيَّ متاهةُ النسيانِ

شِعري انفلاتاتُ الشعورِ
وكلما شذَّبْتُها
نَبَتَتْ غصونَ معانِ

كلُّ المعاركِ
صنعُ أوهامي
التي سددتُها نحوي
بغيرِ توانِ

***
هل غربةُ الإنسانِ
سرٌّ مُودَعٌ في الروحِ
مُخْتَمِرٌ على الوجدانِ؟!

فكرتُ يومًا
أنْ أكونَ حمامةً
مبحوحةً في صوتِها الوسنانِ

لو كنتُ وَرْدًا والشتاءُ يَلُوكني
أعرى ؛
لِأُرْضِيَ رغبةَ الأغصانِ

هل كنتُ
في رحمِ الطبيعةِ
غيمةً مخذولةً
في موسمِ الهجرانِ؟!

طَمَعِي بتجريبِ الحياةِ
بصورةٍ غيبيَّةٍ
في شكلِها النوراني

حاولتُ
فلسفتي بشكلٍ آخرٍ
فالشكُّ بَرْهَنَ مبدأَ الإيمانِ

شكِّي مفاتيحُ اليقينِ
خطيئتي
بابٌ يشرِّع جنةَ الغفرانِ

***

أنَّى تواريتُ انكشفتُ
كأنني
شخصٌ ثنائيٌّ ولي وجهانِ!

في الليلِ
أخلعُ ما النهار أعارَني ؛
لأرى شحوبَ الوعيِ في الإنسانِ!

نفقُ الحقيقةِ موحشٌ
أمشي به
وَهْمي وخوفي
في المدى ظِلَّانِ

جرَّدْتُ من وجهِ السنينِ
ملامحي
وبُعثْتُ
في زمنٍ شبيهِ زماني

وجهي رذاذٌ
والرياحُ تَسُوقُهُ غيمًا
يجسُّ لواعجَ الشطآنِ

أُصغي لوشوشةِ الرمالِ
تُذيبني
أَنَّاتُها المحمومة الكثبانِ

بَلْوَرْتُ صلصالَ الحقيقةِ
ربما
طيني تشكَّلَ
من رؤى هذياني

أمشي
حقائبيَ الفضولُ
تساؤلي
عقلي به -في الغيبِ- قد أوصاني

حُبلى
بأسئلةِ الوجودِ
هَزَزْتُها
سقَطَ المجازُ بِلَوْنِه الفتَّانِ

حلقاتُ هذا الكونِ لغزٌ مفرغٌ
نفنى
لنبدأَ
دهشةَ الدورانِ

الموتُ دائرةُ الحياةِ
وَوِجْهَةٌ نحوَ الخلودِ
بمركبٍ روحاني

النفسُ/فكرٌ فاتنٌ شيطاني
والروحُ/ معنىً خالدٌ ربَّاني

وأنا
تؤرجحني الظنونُ
لِأنْ أكونَ ولا أكون
بهاجسٍ إنساني!





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.