لم يعرني الضوءُ يقينَه - حوراء الهميلي | القصيدة.كوم

شاعرة سعودية؛ بنتٌ للربابة، وواحةٌ في صحراء (1989-)


377 | 0 | 0 | 0



مُواربٌ بابُ روحي بعد ما انفرجا
كم طرقةٍ يشتهيها الموتُ كي أَلِجا ؟!

كي أجتلي ما وراءَ الغيبِ
فتنتُه تمد للحلمِ ضوءًا يفهمُ اللُّججا

كي ألثمَ الشفقَ المسكوبَ من شفةِ
الرؤيا وأرشفَ مِن كأسِ السما وهجا

وكلما ضجَّ فيَّ الطينُ
أخلعُه جسمًا تخفَّفَ مني حالما عرجا

مسافرًا حيث لا ريحٌ تلبسه
سوى عوالمَ مِن أوهامِه نسجا

معبِّئًا
كأسَه الصادي بأدمعِه
ومازجًا لهفةَ الماضي وممتزجا

يهذي فتشربُه الذكرى
مخمِّرةً أوجاعَه
حين نزَّت سائِلًا لزجا

أغراه أنَّ الصدى في الروحِ
أغنيةٌ تمشي بإيقاعِها كي تعبر المهجا

فراح يسبحُ
في معناه يشعله
زيتٌ قديمٌ على أضلاعِه سُرِجا

مَن درَّبَ الحلمَ أنْ يغتالَ صاحبَه ؟!
متى تسرَّب للأعماقِ واختلجا

حزنٌ على الروحِ
ألقى ظِلَّه شبحًا
وظَلَّ يمشي الهويني خائفًا عرِجا

وكلما مسَّ جلدي ،
حفرةٌ نبتتْ
من أيِّ ثقبٍ عميقٍ عبرَه ولَجا ؟!

وراح يبتزُّ أحلامي
وذاكرتي معاولٌ لم تجدْ للنورِ مُنفرَجا

لا بأس بالتيهِ يا قلبي
لعل خطىً تفرَّستْ فيك واختارتْكَ مُنعرَجا

لا بأس بالوهمِ
إنْ بانتْ ملامحُه كالمستحيلِ وفي عينيه خيطُ رجا

أحلامُنا حين تصدا
لا علاجَ لها
إلا بجمرٍ على قلبِ الهوى نضِجا

مواقدُ الحبِّ
ما أبقتْ على مهجٍ ترمَّد الشوقُ فيها والتوى لعِجا

كأنما الذنبُ والنسيانُ ذاكرةٌ
ضميرهُا لم يزل بالوهمِ منحرجا

تآكلَ الوقتُ ساءتْني شراهتُه
أفرغتُ صبريَ فيه
بعدُ .. ما انزعجا !

وراح يقضمُ خوفي ،
خبزَ ذاكرتي
ويشرب النخبَ مخمورًا بما نتجا

أشرعتُ صدريَ
علَّ الموتَ يدخلني
لمستُ قلبيَ إذ نورٌ به انبلجا

هناك وانبثقتْ في الروحِ سوسنةٌ
فرشتُ أقفاصَ أضلاعي لها مرجا

وقلتُ للحزنِ :
راودني !
فإنَّ دمي
ما ابتزه الدمعُ إلا عاد مبتهجا

غامرتُ بالموتِ ؛ كي أحيا
فمي غرقٌ …
رغمَ الأعاصيرِ في بحرِ الكلام نجا

تابوتُه
جسميَ الملقى على لغتي
لمَّا تحسَّسَ أضلاعي-أسىً-
نشجا

روحٌ على جسدِ المعنى تُؤبِّنُني
لا فرقَ إنْ خرجتْ مني
وإنْ خرجا !!!





الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: