نزفتُ من السؤالِ سكونَه - حوراء الهميلي | القصيدة.كوم

شاعرة سعودية؛ بنتٌ للربابة، وواحةٌ في صحراء (1989-)


653 | 5 | 0 | 6



إلقاء: حوراء الهميلي


أنثى
بآلافِ القصائدِ حبلى
تَعِبَ المخاضُ وليس تنجبُ طفلا

ما ضمَّت الأرحامُ نطفةَ فكرةٍ
إلا وخلَّقت القصائدَ ثكلى

حين انتبذتُ إلى المجازِ أهزُّهُ
ثغرُ الرجاءِ على يديَّ تدلى

قلقي نزفتُ من السؤالِ سكونَه
فرأيتُ أجوبتي الوليدةَ قتلى

أمشي وتثقلني دماءُ قصائدي
فأصيح :
يا روحَ الكتابةِ
مهلا !

النصُ طفلي
طفلُ أحلامي
فإنْ أرضعتُهُ الآهات أصبحَ أحلى

ما شبَّ إلا منْ دماءِ أمومتي
ما شِبْتُ إلا حينَ أصبحَ كهلا

هو مثقلٌ بالوعي يومَ لفظتُهُ
وعقدتُ سُّرةَ غيبِه
وتخلى

ثم افترقنا لم تعانقْنا الدروبُ
السُّمْرُ
لا لغةٌ تلمُّ الشملا

أوكلما قلتُ ،
اختنقتُ بجملةٍ شدَّت بمشنقةِ الكلامِ
الحبلا !

حتى إذا جفَّتْ حروفيَ
وانتشتْ حريتي البكماءُ تضحك جذلى

غَلَّقتُ أبوابَ اللغاتِ على فمي
وزعمتُ أنَّ الحوتَ أخفى القفلا!

ما خُنْتُ لونَ البحرِ حين خلعتُه
ولبستُ ثوبَ شواطئي المُبْتَلَّا

وتخذتُ من ندفِ الغيومِ قلادةً
وقبستُ من جفنِ النجومِ الكحلا

ومَضَيْتُ يصقُلني الحنينُ
برعشةِ المرآةِ
يختبرُ الشظيةَ نصْلا

في متجرِ المنفى أبيعُ قصائدي
وبها أقايضُ قلبيَ المُحْتَلَّا

قلبٌ ويحدوهُ التفاتةُ عاشقٍ
أنَّى يوليه الهيامُ تولى

كأسي المراقُ من الهوى هذيانُه
في جذبةِ الأرواحِ يطلب وصلا

هل يلبسُ المنفيُّ جبةَ عشقِه؟!
ارتعشَ الجوابُ : نعم
ومزَّق كلا

ساءلتُ منفايَ الأخير
أجابني :
الحبُّ يا بنتَ الحقيقةِ
أولى






الآراء (1)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)