(ديوان: المتفرّد بتمزيق الرحيل)


أنا خائفٌ منِّي
وأخشى أنْ أقرَّ لأنَّني لُغَةُ الفصامِ
البحرُ ظلِّي البربريُّ يريدُ أنْ يُغويْ رمالي
ما رمالي ؟
-        محضُ ذاكرةٍ تفتِّتُها التَّجاربُ
-        و النَّواقيسُ الَّتي دُفِنَتْ هناكْ
-        و حنينُ أغنيةٍ
-        بقايا دمعةٍ
نزلتْ و باركها ملاكْ
البحرُ يتبعني و يسخرُ مِنْ خُطايْ
مازالَ في المنفى رمالٌ
يقتفيها الرَّاحلون و يعبرونَ إلى أنايْ
أنا قِبلةٌ ...
رغمَ التَّفتُّتِ
و التَّشتُّتِ
و الحنينِ إلى سوايْ

*

الموجُ يسخرُ من تجاعيدِ المرايا
من سطورٍ ترتدي ثوبَ الوصايا
من رتابةِ ما تريد القافيةْ
من كلِّ أخيلةٍ هوتْ ...
تركتْ فساتينَ الأماني عاريةْ
من قطرتينِ
و آنيةْ
البحرُ وحشي
يقتفي أثرَ التَّفاصيلِ الصَّغيرةِ مثلَ
أنْ ...
يغلي حصانيَ حينَ ترشُفُ زهرهُ تلكَ الفراشةُ
أنْ ...
أمارسَ طقسَ عريٍ أشتهيني ثمَّ أبكي
أنْ ...
أقومَ إلى الصَّلاةِ بلا وضوءِ الذِّكرياتِ
و أنْ ...
أحطِّم ما أرى خلفَ المرايا لا لشيء غير أنِّي أزدريهِ
أنْ ...
أبعثرَ كلَّ شيءٍ كانَ فيهِ
و أنْ ...
أعودَ إلى حقيقتي البغيضةْ
أنْ ...
أمتطي جنحَ الخيالات المريضةْ

*

البحرُ نارُ الجامحينَ تضجُّ في وجعِ المشاعلْ
البحرُ يعلو حينما في القلبِ تنخفضُ السَّواحلْ