عظام بلا جذور - رضا أحمد | القصيدة.كوم

شاعرة مصرية حاصلة على جائزة عفيفي مطر في دورتها الأولى عام 2017، والجائزة الأدبية المركزية للهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2021


229 | 0 | 0 | 0




أضعت اسمي
عرشي المنتظر
ومرض أليف يسير خلفي
يعتقد أنني سيدته
لكني لا أملك حق إطعامه وتوبيخه،
مثل عازف "كلارينيت"
أترك مناوبتي الليلية في جرف الذكريات
لطفل صغير يهوى تجميع الجنود البلاستيكية في جحور عميقة
وأجلس بامتداد حياتي كشجرة مريضة
-نسيت أخذ جرعتها من الكلوروفيل والمسكنات-
أدخن بشراهة أحد أغصاني
وأعبئ في توابيت نحاسية استغاثات العصافير.

أعمل ضمن قائمة من الموتى
شديدي الحماس والثبات واليقظة
متفائل بدرجة فزاعة.

لا أحبّ الشهرة
لذا ترجلت مبكرًا عن حزام الجوع
وبدورهم كعشاق للموت
حذفوا اسمي من شريط الأخبار الأسود.

أحيانا أخشى أن تجفّ الكلمات في حلقي
ويسجنني الصّمت في كآبة عرائس الحلوى
التي لم تنقذ حياتها البراءة
وتركت فساتينها لأسراب النمل؛
نظرتها البعيدة خريطة مضمونة إلى قبر.
لم يبقَ في جثتي إلا تفاحة
وليس لي ولد يشقّ صدري ولا جنة ترثني؛
خطيئة ترفرف في هيكل عظميّ
أهديها إلى ضحكتك التي أعرفها
لا الابتسامة العطبة التي تقطفها للمارة
حين يتوسلون شيئا مبهجًا،
أمي عندما أعطتني مشطًا
لم أعرف ما سيحدث أن طال شعري أو أخطائي
أو حتى طويت منديلي
وتمددت في فستان قصير أو كفن
وكلّ خطواتي كانت من صندلها الخائف،
إلى أبي يعود دائما قلبي المتعب ويناجيه:
أحببتك كثيرًا حين احتفظت بقيودي
ورغبتي في أن أهرب.

أدرك أنني امرأة بلا خبرة
لم يعد يشغلني ما يحدث في كتاب الغابة،
أرغب في تربية المزيد من الخراف تحت جلدي
وتجعيد صوتي بخشونة
تضفي على اسمك ملمسًا قاسيًا
والزجّ برائحتي في معدة بالون فضّي
ينتظر تحته ذئب إشارتي
ليملأ الليل بالعواء
وأمتلك إلى الأبد نظراته المخيفة؛
بعض الجمال حلة إضافية
سأحتاجه حين أتبادل وزهرة على قبري
هوايتي في جذب الأحباء
والادّعاء بأن فضول شوكي آمن.

أحدّق جيدًا في وجه عائلة
فوّضوا التراب في الحديث عنهم،
بلا شواهد قبور
تخلت الأيام عن توثيق لحظاتهم الخاصة
كصفقة الميلاد وقطفة الموت،
يتخفون داخل القطارات بأقنعة شابة
وعيون خائفة تحطّ على النّوافذ
تتكحل بظلال أشجار تمرّ
وتغرّد للّيل الثقيل تهويدة الغربة،
يزعمون أن السفر الطويل تحت مظلة النسيان
بلا حقائب وأمتعة
سيجعل التذاكر مجانية إلى الضفة الأخرى
حيث البيوت مسقوفة بصلوات
تقيم ولائم الضوء والدفء
على شرف عظام بلا جذور
نبتت لها ذكريات وقميص لحم.



الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




شؤون عائلية
( 313 | 0 | 0 )
أحبك... عن نفسي
( 284 | 0 | 0 )
على سبيل التجربة
( 280 | 0 | 0 )
مرض مناعي
( 276 | 0 | 0 )
قبلة تئن بيننا
( 276 | 0 | 0 )
نشيج العجز الأبدي
( 274 | 0 | 0 )
تنهيدة تضيء قلبك
( 269 | 0 | 0 )
لحسن الحظ عمره عشرة آلاف عام فقط
( 269 | 0 | 0 )
أمنية للعام الجديد
( 263 | 5 | 1 )
متساويان حتى خط النهاية
( 262 | 0 | 0 )
سأنتظر الموت في شرياني التاجي
( 254 | 0 | 0 )
أنا أيضا فقدت اسمي
( 251 | 0 | 0 )
جواز سفر
( 249 | 0 | 0 )
نصف متر أيها البعيد
( 245 | 0 | 0 )
عزف منفرد
( 244 | 0 | 0 )
في قلبي أبدية معك
( 244 | 0 | 0 )
سيدة المهام الخطرة
( 242 | 0 | 0 )
فن ترتيب الزهور
( 242 | 0 | 0 )
متتالية حسابية
( 238 | 0 | 0 )
أيتها السلحفاة أريد أن أزوركِ في بيتك
( 233 | 0 | 0 )
ولدنا مشطورين
( 231 | 0 | 0 )
ستؤذيك مشاهدة الضوء
( 231 | 0 | 0 )
رجل بالاكتفاء الذاتي
( 230 | 0 | 0 )
بصمت لا يعني موتك
( 230 | 0 | 0 )
شكرًا لهدايا السرير
( 230 | 0 | 0 )
مهرج فاشل في بروتوكول المعجزات
( 228 | 0 | 0 )
باقة عظامك الذابلة
( 226 | 5 | 0 )
خطط طويلة المدى
( 224 | 0 | 0 )
العطر... أصفادك الخفية
( 222 | 0 | 0 )
ورشة لتقليم الذكريات
( 222 | 0 | 0 )
شاهدت الأقدار وبذلت نفسي
( 222 | 0 | 0 )
بأجنحة واجفة حلقت السماء
( 221 | 0 | 0 )
لا أحد سأل التفاحة
( 219 | 0 | 0 )
وحوش في وردية ليلية
( 218 | 0 | 0 )
رماد حيوانات قديمة
( 217 | 0 | 0 )
صحيفة سوابق
( 216 | 0 | 0 )
خبز التناول
( 213 | 0 | 0 )
بعينين مفتوحتين كالقدر
( 212 | 0 | 0 )
أمشي جانب ظلي حذرة
( 210 | 0 | 0 )
حفل تخرج محدود
( 206 | 0 | 0 )