الشوك هنا وهناكَ
فأينَ الصبرُ مِنَ الصبار؟
الشوك مشاويرُ الخارجِ من باب الدار!
.....
في قلبي ما في قلبي من غيري
وعلى عيني ما في العين
من الصور العريانة من وجهي
وبقبضةِ كفي ما يتبقى من جسدي
وأحاول أن أقسم للدنيا أني لا أصلح للبتر
لأني لا أملك من جسدي إلا كفي.

كنتُ أنا المُستأنِسَ بالعتمة في رحم الوادي
والفزعانَ من النور الطارئِ خارجَِهُ؟
هل يمكن أن أنتحل الآن الولدَ الأول في ذاكرتي؟
هل يمكن أن أستعمل كَون العالم
يبحث في اللون عن اللون
وفي الوجه عن الوجه
وفي الشيء عن الشيء
هل يمكن أن أستعملَ تركيزَ العالم في مَسخي؟
في أن أتركه مَشغولًا بِمَساخَتِهِ
أتركه كُلِّيًّا
وأفوزَ بنفسي؟


ما أحزنَ أن تنظُرَ في مرآةِ الوقتِ
فلا تبصرُ إلا مَسْخك!
ما أبْلَهَ أن تنْتَحِلَ _لأنَّك غيرك_
نَفْسك!

/من قلبي أغفر هذا/

لكن هل يجدر بالولد
إذا خلعتْ بنتٌ صبارتَها
أن يعبر هذا الثوبَ إلى جسدٍ عارٍ؟
ويفكر:
ما لونُ القبلةِ؟
إن كان الأحمر فوق شفاهِ حبيبي ليس دمي؟
ما طعم القُبلةِ؟
إن كان الأحمر فوق شفاه حبيبي ليس دمي؟
ما جدوَى القُبلةِ بعد عبور الشوكِ
إذا لم يكن الأحمرُ فوق شفاه حبيبي
لونَ وطعمَ دمي؟

لا زال الشوك هنا
والشوك هناكْ
الشوك وليفي وطريدي،
جرحي شباك لا ينغلقُ
فما أقسى هذا الشباكْ!
لا يستقبل إلا الشوك
ولا ينزف إلا أحبالًا
لمطاريد الأشواكْ
....
/من قلبي أغفرُ هذا/
.....
يا أرجوحةُ، أغفرُ كسرك لي
ما دام المتارجِحُ طفلا
وأنا طفلٌ.
قال الغصنُ وجفّ.

يا غصنُ
أنا أغفرُ كونك مغروسا في قلبي الطيني
لأنك عامود للجسرْ
والجسر سيعبرهُ طفلٌ
وأنا طفلٌ.
قال النهرُ وجفّ.

يا نهر
أنا أغفرُ كونكَ لا تشبه دمعي
قال البحر الطفلُ
وشَبَّ وأصبح غيمة.

يا غيمةُ،
أغفرُ للعالم أجمع
كوني لا أعثر عني فيهِ
أغفر للعالم تشويهي
أغفر كوني أعثر في كل حطامٍ عن جزء مني
أعثر عن قدمي في البالوعات الخابئة
وفي الدرجات المكسورة
أعثر عن كفي فوق الأبواب الموصدة
وبين نيوب الحفريات
وأعثر عن عيني بين شروخ التخشيبةِ
أو خلف قماش أسود مهترئ
يا غيمة،
/مِن قلبي أغفر هذا/

لكني لا أغفر أني
لا أعثر فيك على قلبي
حتى أغفر.