صندوق بلا ساعي بريد - أفياء الأسدي | القصيدة.كوم

شاعرةٌ عراقيّةٌ. في قصائدها ما يدل على الذكاء الشعري الفطري. وموسيقاها خاصّةٌ بحنكة مايسترو.


222 | 0 | 0 | 0




أسكنُ في الطابق الاخير من العالم،
في مركز الأرض تماما ،
أقطع سلّما لا يعرفه غيري
ولا أعرف غيره ،
نعم، طريقي أطول بقليل من بقيّتكم.
لذلك، من نافذة غرفة الاستقبال ..
أرى القرميد فقط والمداخن .
ومن غرفة النوم ..
أرى الطير الملوّن الغريب يُطعم صغاره،
-لا أعرف اسمه-
غريباً كأن (دالي) انتهى من صنعه توّا.
من المطبخ .. لا شيء،
علَيّ أن أنحني قليلا
لأرى كيف رسم (دانتي) طبقاتِ الجحيم.
لا نوافذ أخرى ،
يخيّل لي أنني النافذةُ أحيانا
أو قرميدُ البنايات المتآكلة،
ربّما كنتُ رسمة دالي ذاتها
وصغاري المواعيد،
أو كنتُ الجحيم ربّما.
أسكنُ في الطابق الأخير مِن العالم،
لذلك ولأهوي..
سأستغرق وقتا أطول بقليل من بقيّتكم،
مثل كرة معدنية على سطح زجاجي؛
سريعة وحازمة و ضامنةً أثري ،
ناظرةً لكل النوافذ أهوي،
مبتسمةً وفاتحةً كفَّي أهوي،
مودّعةً كلب جارتي من شرفته أهوي،
شرفته التي تمتدّ للشوارع،
والتي تنتمي للشمس والفصول،
شرفته التي لها حق الحياة .
مودّعةً صندوق بريد باسمي ،
خشبيّ بغطاء أزرق ،
مصنوع لهاوية من الطابق الاخير،
صندوق انتظرَ رسائلي عنده ،
(قد ينكر ذلك ، لكنّه فعلها)
: أ لم تنتظر؟
-أنكرْ أيضا أنّك تبتسم الآن-
لم آت يوما ،
ولا أنتَ فهمتَ..
صندوقي لا يعرفه بعدُ ساعي بريد،
أضع فيه الحقيقة
بعد أن ألفَّها بمنديلك ،
وأكتب عنوانك أيّها الجرح العزيز :
(يقطنُ في القلب)،
القلب الذي يعرف بلادتك في لعب الدومينو،
ويعرف معنى الفوز في الخسارة أمامك،
يتفهّمُ سطوة لسانك،
ويفهم أنك تحرس الذاكرة،
ذاكرتك المعزّزة بالضمير،
ضميرك الذي يسكن داخل الحقيقة،
الحقيقة التي كانت تسكن في الطابق الاخير من العالم!





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)




امرأةٌ و قلب
( 1.8k | 0 | 0 )
يا حنانك !
( 1.7k | 0 | 0 )
كأس التيكيلا
( 1.6k | 4 | 1 )
مذكّرات بقلم حُمرة
( 1.6k | 0 | 0 )
مرايا مكسّرةٌ من محاجر
( 1.5k | 0 | 0 )
فجرٌ مستباح
( 1.2k | 0 | 0 )
حين تسكنك النار
( 1.1k | 0 | 0 )
ضربةُ نرد
( 1k | 0 | 0 )
موعدٌ مع الصداع
( 993 | 5 | 3 )
في المقهى
( 971 | 0 | 2 )
فتى الجيران
( 965 | 0 | 0 )
لكازنتزاكي مطارقُ أيضا
( 855 | 0 | 0 )
وردٌ على معصم
( 667 | 5 | 2 )
صدٌّ بطعمِ الوَصل
( 618 | 0 | 2 )
أهلُ الأسى
( 547 | 0 | 0 )
مؤمنة بالأسود و الأبيض
( 514 | 0 | 0 )
بساطورِ حُبٍّ
( 498 | 0 | 0 )
تيهٌ و زُرقة
( 487 | 0 | 0 )
عرّافةٌ في الطريق
( 428 | 0 | 0 )
جنائزُ مضيئةٌ
( 385 | 5 | 0 )
أرتدي كعباً و ألمسُ القمر
( 369 | 0 | 0 )
ماذا تعني المطارق التي تهدِمُ رأسَ العالم
( 367 | 0 | 0 )
جارٌ على الباب
( 362 | 0 | 0 )
موعدُ الباخرة
( 350 | 0 | 0 )
بائعُ الورد
( 330 | 0 | 0 )
إنّها الواحدةُ
( 304 | 0 | 0 )
حدسٌ مؤتمَن
( 295 | 0 | 0 )
صاحباتي قد علِمنَ
( 279 | 0 | 0 )
أنا امرأة بدائية
( 276 | 0 | 1 )
جناية زهرة
( 264 | 0 | 0 )
عصفورةٌ بين القصب
( 258 | 0 | 0 )
لا رقيب عليك
( 225 | 0 | 0 )
أغنيةٌ لمتحف المدينة
( 224 | 0 | 0 )
شمع أحمر
( 222 | 0 | 0 )
سكّانُ رأسِ الغريب
( 210 | 0 | 0 )
مقصلةٌ تلعب القمار
( 210 | 0 | 0 )
لستُ مَن سكبَ الكُحلَ
( 158 | 0 | 0 )
حارسةُ الصمت
( 157 | 0 | 0 )
يموتُ مَن لا يغنّي
( 149 | 0 | 0 )