ودعوتهُ لمْ يأتِ سعيًا - كريم الجندي | القصيدة.كوم

شاعر مصري - إنسان أنوي نادر


156 | 3 | 0 | 0



مُتَوَحِّدٌ ما بَيْنَ بَيْنَ،
ودَمْعَتَانِ
فَشَلْتُ أَنْ أُرْخِيْهُمَا؛
فَطَفِقْتُ أَخْصِفُ فوقَ خَدِّي
ما تَيَسَّرَ،
هَا هُنَا
في شارعٍ يَمْتَدُّ أَجْلِسُ
رُبَّمَا اتَّسَعَتْ رؤايَ لِتَعْبُرَ الأَيَامُ مِنْها،
رُبَّمَا مَطَرٌ خَفِيْفٌ يَغْسِلُ الأَلْوانَ عَنْها
ثُمَّ يَعْجِنُ مِنْ تُرَابِ الأمْسِ
جُرْحَاً؛
يُوْقِفُ امْرَأَةً لتَشْهَدَ غَيْبَةَ الألوانِ
تَجْلِسُ جَانبي
فأُحِبُّها وَتُحِبَّ حُبِّي
ثُمَّ تَمْضِي،
قَدْ يَمُرُّ الآنَ شُرْطِيٌّ فَيُوقِفُنِي
ليرَى الْبِطَاقَةَ ثُمَّ يَسْحَبُنِي لِأُخْبِرَهُ الحِكَايَةَ،
هَلْ سَأَفْشَلُ؟
رُبَّمَا أَوْ لَسْت أدْرِي.
كَانَ عِنْدِي كُلُّ أسْبَابِي لِأَبْكِي
غَيْرَ أنِّي
كُنْتُ أَفْشَلُ فِي الوصُولِ إلى التَّجَلِّي
كُنْتُ أَخْشَى مِنْ حُلُوْلي فِي الطَّرِيقَةِ؛
رَقْصَ رَأْسِي، صَوْتَ رَقْصِي،
يَخْفُتُ الإيْقَاعُ
أهْذِي
-كُفَّ عَنِّي
يَصْخَبُ الإيْقَاعُ
أَهْدِرُ بالأَكُفِّ وبالذراعِ كَأَنَّها سَتَلُوذُ مِنِّي
-كُفَّ عَنِّي
هَلْ أُغَنِّي كَيْ أُهَدِّئَ رَوْعَهَا فَتَصِيرَ مِنِّي كالْعصَا فِي كَفِّ مُوسَى؟
-لَنْ أُغَنِّي
هَلْ أَصَيرُ الحُوتَ؟
أَمْ يَقْطِيْنَةٌ في شَطِّهَا سَتَضُمُّ عَجْزي؟
هَائِمٌ ما بَيْنَ بَيْنَ،
وَقَطْرَتَانِ تَسَلَّلَا
-ثَارَا هُنَاكَ عَلَى اخْتِلاسِ اللَّوْنِ فِي أُفُقِي-
فتَسَابَقَا، وتَمَايَلَا حَدَّ احْتِضَانٍ،
غَادَرَا، وَتَبَادَلَا الْقُبُلَاتِ فِي كَفِّي،
الْتِقَاءٌ واحدٌ مَا كَانَ يَكْفِينِي
لِأَبْكِي
هَكَذَا..
قَطَّعْتُ قَلْبِي أَرْبَعَاً وَنَثَرْتُهُ،
ودَعَوْتُهُ
لَمْ يَأْتِ سَعَياً
صَارَ نَعْيَاً فِي الجَرِيدَةِ
ثُمَّ وَرَقَاً فِي المَطاعِمِ
ثُمَّ مَهْدَاً تَحْتَ جِسْرٍ أوْ وَسَائِدَ لِلَّتِي وَضَعَتْ سِفَاحَاً





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)