مجازٌ لروحِ الهضاب - بحر الدين عبدالله أحمد | القصيدة.كوم

شاعر سوداني (1984-)


940 | 0 | 0 | 3




لكُمْ عصافيرُكُمْ والحمْحماتُ لنا
مُهاجرون إلى عُشٍّ
يليقُ بنا

فالحزن
أضيقُ من أنفاسِنا رئةً
والموتُ أصغرُ من أضلاعنا شجنا

مكبَّلون على ريشِ الطيورِ...
وما كِدنا
نريقُ بكأسِ النورسِ
الحَزَنا

إنّا لماضون عن حُزنٍ يُبَجِّلُنا
وحقبةٍ أوغلتْ
في الوامضين سنا

يا مُشْعِلَ
الهضباتِ الخُضْرِ يا أبتي
يكفي جراحَكَ أنْ كُنتُ الحفيدَ أنا

يكفي حناناً
بأنْ تُطهَى حُشاشَتُنا
في كُلِّ طينٍ بماء الوردِ قد عُجِنا

فلْيُطفِئوكَ إذا ما أشعلوا لُغتي
وليحرقوا جسداً
طوباهُ لو دُفِنا

كم يا
حنانيك نتلو حُبَّنا شجراً
ونبضُك الأسمرُ الدقّاتِ
ما سكنا

جاؤوا لنزعك من
أصقاعِ خيبتهم
ليفْقِدَ السُّمرُ في أحداقك الوطنَ

لكنهم عُلِّموا أن التراب أبٌ
وفِي الهضابِ ضلوعٌ
تُنبِتُ المُدُنَ

(باتريسُ)
والعُشَشُ السمراءُ قد خرجتْ
فشيَّعتْ بطلاً
كالعُشب ما وهنا

مُنذُ الحُقولِ يشجُّ الأرض أُغنيةً
يكسو صدورَ تلالٍ
أينعتْ فِتَنا

مُذْ كان نبضُك مفتوناً بسُمرتها
تقمصَّ الصخرُ في أرواحنا بدنا

ما كان يُؤْمِنُ "لومامْبا"
بشُقرتِهِم
لا والأساطيرِ في الغاباتِ
ما ركنا

كان العظيمُ
كُكل النائبات صدىً
وكنتُ خلف تضاريسِ الخلودِ فنا

يا رمزَ مَنْ
حرَّروا غاباتِ أغنيتي
يظلُّ حقلُك
في جنْبيَّ مُختَزَنا

(باتريس) يا رُوحَ (كونغو)
يا صهيلَ دمي
يا ابنَ الزنوجةِ...
أُرْقُدْ كالحمامِ هُنا

بموتك القارةُ السمراءُ قد وُلِدتْ
واستنكفتْ عن رُقادٍ...
بَعْدُ لا وسَنا

وها أنا اليوم
قد طارتْ بأوردتي
نوارسٌ كصبايا البيضِ
كُنَّ لنا
نهراً من اللغةِ السمراء أفْجُرُني
في خيمة الضادِ زِنجِيّاً
يشِعُّ سنا



(هذه القصيدة مُهداة إلى العظيم باتريس لُومامْبا أبرز أيقونات التحرر الإفريقي ضد الاستعمار، تم اغتياله في العام ١٩٦١ وقد بكت السماء يومها على ثائر مجنَّح لم يكن ليرضى بأن تُقَصَّ جناحاه ولا أنْ يُنتَفَ منهما ريشُ الحرية فاختار أن يطير في فضاءات الموت طافحاً بالحب كنهر الكنغو الذي يشق صدر التلال المدهونة بالسُّمرة ولون الحقول)







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)




دمعٌ على سجّادة الحب
( 1.1k | 0 | 2 )
إلى بابلو نيرودا
( 1k | 4 | 4 )
شموسٌ عاجيّة
( 1k | 5 | 1 )
من نبإِ الحُجُرات
( 893 | 0 | 0 )
صدرٌ يتنزّى
( 861 | 0 | 2 )
للذي لم يخُنْ دم الأغنيات
( 861 | 0 | 1 )
منحدراتُ الكاكاو
( 713 | 0 | 2 )
العطاّرون
( 659 | 0 | 0 )
هشًّ كقلبِ مئذنةٍ
( 634 | 5 | 1 )
رعشاتُنا البدوية
( 622 | 0 | 1 )
لمعبد "جبل البَرْكَلْ"
( 585 | 0 | 0 )
أحفادُ المتاريس
( 575 | 0 | 0 )
تجاعيد
( 563 | 0 | 1 )
قمحُ ما بعدِ الحداثة
( 557 | 5 | 1 )
نزوح
( 525 | 0 | 0 )
قُدّاسٌ لأجل ّ"جورج فلويد"
( 469 | 0 | 0 )
نخبٌ لتمثال أبراهام لِينكون
( 460 | 0 | 1 )
يرقات
( 428 | 0 | 1 )
مخطوطة
( 335 | 0 | 0 )
حقيبة جلد لمارغاريتا
( 287 | 0 | 0 )
إلى الملاك الإكوادوري Leo Rojas
( 272 | 0 | 0 )
باقة أزهار نووية
( 148 | 0 | 0 )
وتبارك ظهر الأوطان
( 136 | 0 | 0 )
الحفيد
( 113 | 0 | 0 )
إلى شقيقي إبراهيم
( 99 | 5 | 0 )
إطلالة مبحوحة
( 88 | 0 | 0 )
حرية
( 82 | 0 | 0 )
مشهد من بيروت
( 78 | 0 | 0 )
في أعالي مِتْشِجان
( 77 | 0 | 1 )
مهاجرون إلى الأرض
( 76 | 0 | 0 )
مدينة (جدة القديمة)
( 72 | 0 | 0 )
المصعد
( 70 | 0 | 0 )
يوم الجمعة: عير الجدّات
( 69 | 0 | 0 )
جذور
( 67 | 0 | 0 )
باكو
( 65 | 0 | 0 )
إيفانا
( 64 | 0 | 0 )
راديسون بلو
( 63 | 0 | 0 )
الناس في أديس أببا
( 63 | 0 | 0 )
زهرةٌ بريّة
( 63 | 0 | 0 )
صلاةٌ لأجل البلاد وعليها
( 63 | 0 | 0 )
أتبرّك بأقدامهن
( 59 | 0 | 0 )
النيل الأزرق: (أرجوحة الدم العالية)
( 59 | 0 | 0 )
نافورة
( 44 | 0 | 0 )