وحدك الماء - ابتهال تريتر | القصيدة.كوم

0


304 | 0 | 0 | 0




خُذِي طَرِيقَكَ مُدِّي الوَرْدَة الأولَى
وَنَشِّرِي الضَّوءَ إثْرَ الضَّوءِ إكْلِيلا

في عِصْمَةِ المَاءِ كُلُّ الأرضِ طَائِعة
وَوَحْدكَ الماءُ إحْيَاءً وَتَبْجِيلا

عَلَى المَجَازَاتِ نَحْتِي هلْ أُجَمِّلهُ
إنْ لَمْ أُذِبْ حَرَّةً فيكَ الأزَامِيلا

خَرَائِطُ الفَتْحِ تَاهَتْ عنْ مَدَاخِلِها
فجَاء مَغْفِرَةً كُبْرَى وَتَظْلِيلَا

يضُمُّ كُلَّ شَتَاتٍ في زَعَامَتِه
وَيُشْعِلُ اللُّغَةَ الصَّمَّاءَ تَشْكِيلا

مُحمدٌ تَغْزِلُ الدُّنيا ضَفِيرَتها
مِنْ غَيمَةِ الرَّحْمَةِ الحُبْلَى مَنَادِيلَا

محمدٌ يا مَرَايا النَهْرِ ما اغتَسَلتْ
أرواحُنا وابتغَتْ بالحبِّ تَجمِيلا

لَكَ العَصَافيرُ ما رَقَّتْ لعُجْمتِها
ونَقَّرتْ في يَدِ الأفقِ المَوَاوِيلَا

وَكُلُّ مَدْحٍ رَأَتْ أعْتَابُهُ (لعلى)
أحْنَى الرِّقَابَ ،أبَعْدَ الّله تَطْوِيلَا

أُلَمْلِمُ الدَّمعَ وَالصَّحْراءَ في كَنَفِي
أنَّىٰ أُنَبِّتُ في شِعْرِي القَنَادِيلَا

وَحْدِي تَشَظَّيتُ مَا اسْتَغْرَبْتُ أسْئِلَتِي
فمن يعَرِّفُ في الغَيْبِ المَجَاهِيلا

النَّوفَلُ، الجِذْعُ والنَّامُوسُ مَا اشْتَعلتْ
بَصِيرَةٌ وَاسْتَوتْ بِشْرًا وَتَهْلِيلَا

شَمْسٌ تُؤَثِّثُ لِيْ في عَتْمَتِي نَفَقًا
أمْشِي مُحَمَّدةً أسْقِي أبَابِيلا

وَكَلَّ أبْرَهَةٍ أُلْقِي عَلَى فَمِه
مِنْ كَعْبَةِ اللّه سِجِّيلًا فَسِجِّيلا

الأرضُ آمِنةٌ في الخِدْرِ مُذْ وَلَدتْ
نُورًا وَأجْرَتْ عَلَى البَحْرِ الأسَاطِيلا

وَالغَارُ يَشْرَبُ مِنْ حَيرَاتِه زَمَنًا
وَلمْ يَزَلْ عِطْرُهُ بالعِطْرِ مَذْهُولا

عَمَائِمُ الشِّركِ عَطْشَى مِلء أَنهُرِها
مَنْ جَاءَ يَجْرِي عَلَى أطْرَافِها نِيلا

تَزَمَّلَ النِّصْفُ في إيْقَاعِهِ فَطِنا
يَخِيطُ نَاصِيةَ الإصْبَاحِ تَرْتِيلَا

(إنَّا سَنُلقِي) ثَقِيلًا في نَواشِئهَا
تُجَمِرُ اللَّيلِ قِيلًا ثُمَّ تَبْتِيلا

مَعِي حِجَامَةُ هَذي الأرضِ أفْسَدَها
الطِّينِيُّ مَاكان عنها الطِّينُ مَسْؤُولَا

سَيلِي تَعَرَّمَ فَامْنَحْنِي تَعَقُّلَهُ
حَتَّى أُخَصَّبَ في رُوحِي التَّفَاصِيلا

لا غَيرَ حُلْمِي وَمِشْكَاتِي وَصَومَعَتِي
وَنُصْرَتِي بِكَ مَا لاقَيتُ تَقْفِيلَا

سَحابتِيْ أَنْتَ ما ازْرَقَّ الكَلامُ بنا
إلا وأمْطَرْتَها مَعْنًى وتَأْوِيلا

ذي مِشْيَتِي وجِبالُ الحزنِ في كَتفِي
وَاشْتَهِي اشْتَهِي أنْ أبْلغَ الطُّولا

الضَّيِّقونَ أذَابُوا شَمْعَ أسْقُفِهم
فَشِدْتَ أعْمِدَتِي عُمْقَا وَتَأهِيلَا

هُمْ غَلَّقُوا البابَ حتَّى كَسَّرُوا أمَلِي
وَابْتَغِي بكَ عندَاللّه تَوكِيلا

أُشَيِّخُ الماءَ في إِحْيَائِه وَمَعِي
كِنَانَةُالحَبِّ للمَحْمودِ تَأصِيلا

خَوفِي إذا لمْ أكنٔ في ثَوبِه وَمَعِي
عُرْي الحُروفِ وَجَاءَ الوَعْد عَزْرِيلا

يا سَيِّدا يَنْشدُ العُشَّاقُ بُرْدَتَهُ
أحْبَبْتُ كي ألْتَقِيكَ المَوتَةَ الأُولَى



الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: