عَوْدَةُ الْأعْمَى - عبدالله جعفر محمد صديق | القصيدة.كوم

شاعر سوداني (1955-)


197 | 0 | 0 | 0




شراييني عَلَى بَدْءِ الطَّرِيقِ مَدِينَةٌ عَمْيَاءُ،
أَسَتجدِي شَوَارِعَهَا لِأَحْلُمَ أَنْ أَرَى ظِلِّي،
عَلَى جُدْرَانِهَا يَوْمَاً إِذَا ضَاءَ الْمَدَارْ
قَلْبِي عَصَاِيَ،
خَرَجَتُ أَلْتَمِسُ الطَّرِيقَ بِهِ إليّ فَلَمْ أجِدْ شَيْئًا،
سِوَى الْمَأْسَاةِ وَاللَّيْلِ الْهُلَاَمِيِّ الْإِطَارْ
وَخَرَجْتُ مَنْ جَسَدِي لِأَنْظُرَ كَيْفَ أَبْدُو،
هَالَنِي لَيْلِي فَعَدتُ إلْيّ أَبَحْثُ فِي خَلَاَيَا الدَّمِ،
عَنْ قَبَسٍ مِنَ الضَّوْءِ الْقَدِيمِ،
فَلَمْ أَجِدْ إِلَّا فُتَاتًا مِنْ بَريقِ الصَّحْوِ،
فِي بَعْضِي وَبَعْضٍ مِنْ دُوَارْ
الشَّمْسُ قَالَتْ لِي:
لِهَذَا الْقَلْبُ ذَاكِرَةٌ مِنَ الْأَضْوَاءِ،
تُومِضُ حِينَ يَشْتَدُ النَّزِيفُ فَلَا تَخُنْهُ،
فَرُبَّمَا تَحْتَاجُهُ نَارَاً تَقِيكَ بِرَوْدَةَ الْأيَّامِ،
أَوْ دَمْعًا يُدَارِي سُوءَةَ التَّرْحَالِ إِنْ نَأْتِ الدَّيَّارْ
فَعَبرتُ مِنْ خَوْفِي عَلَيَّ وَلَمْ يَكُنْ جُرْحَاً،
وَلَكِنِيّ عَبَرَتُ إليّ مِنْ نَزْفِي،
فَأَلْفَيْتُ الْبَقِيَّةَ فِيّ مِنْ مَاءٍ وَنَارْ
وَطَفِقَتُ أَرَكَض فِي دَمِي،
أَعْلُو إِذَا اِشْتَدَّ النَّزِيفُ لِأَلْتَقِي ظِلِّي،
وَأَنْظر كَيْفَ أَبدُو فِي اِنْكِسَارَات الأشِعةِ،
حِين يغمرني النَّهَارْ




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)