حداءٌ على شفةِ الربابة - حوراء الهميلي | القصيدة.كوم

شاعرة سعودية؛ بنتٌ للربابة، وواحةٌ في صحراء (1989-)


435 | 0 | 0 | 0




على شفتيَّ تنبتُ أمنياتُ
فتسألني عن الجدوى ، الحياةُ!

أقول لها
وشرياني امتدادٌ لقلبِ الأرضِ
.. مَن مرُّوا وماتوا

: أنا بنتُ الربابةِ
في دمائي تمرُّ قوافلٌ بدوٌ رعاةُ

أهشُّ على السرابِ يفرُّ حلمي
كما فرتْ إلى البيداءِ شاةُ

هي الصحراءُ تلبسُ جلدَ روحي
وترقصُ كلما حنَّ الحداةُ

مسامِرةً عيونَ الليلِ
تطوي هوادجَه سنيني الضائعاتُ!

أنا عشبٌ تراقصَ في خميلٍ
ولم تحفِلْ بخضرتِه الفلاةُ

توحدت الموانئُ فوقَ صدري
وثغرُ الجرحِ منهمرٌ فراتُ

كنهرٍ لم يُفق إلا وحيدًا
ويغريه من المجرى انفلاتُ

فتحتُ قشورَ أصدافي
فإذ بي
عظامٌ ملءَ هيكلِها رفاتُ

على رفِّ الغبارِ
تركتُ وجهي
لتُلبسني ملامحَها الجهاتُ

فمي مذ جفَّ ريقُ الصمتِ فيه
تحجَّرت الأغاني المرهفاتُ

جمالي قيدُ سجَّاني
وكحلي وأقراطي ومحبسيَ ... الجناةُ!

لماذا كلما رتبتُ عُشًّا لأحلامي
تموتُ السوسناتُ ؟!

أصلي كلَّ ليلٍ باسمِ قلبي
لعلَّ الحبَّ تنقذُه الصلاةُ

وأتلو شوقَه الأغلى
فيغفو على صدري
وتهمسُ همهماتُ

أعبُّ كؤوسَ عرفاني
وأهذي
وتسبحُ بي جفوني الناعساتُ

مسافرةً إليَّ
رحلتُ عني!
هوادجيَ المنى والذكرياتُ

أنا روحُ التشظي حين تُنسى
على مرآةِ موعدِها فتاةُ!


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: