كان يومًا لا بدّ
أن نقرأ في عشيته
سورة الكهف
ولا بدّ لنا أن ننام
مع شهواتنا على وسادة خالية
من الأحلام
كان يومًا ينتظر منا الكثير
من الجوع والبرد والقلق
الا أنّ نارَ اليائسين
قد صرخت في شوارع
الصمت وبالدم انتفضت
**
حين نزل جميع الأصدقاء الى الساحات
تسمرّت كمسمار
يرفض لغة المناجل
ينكر لغة الكوفيات
كنتُ اتابع الأخبار
كي أرى شارع بيتي
خلف شاشة زجاجيّة
*
بدلة المراسلين التي ارتديها
كان تحتها بدلة حزبية
سماويّة اللون
تعوّل على زعيمها
تتلقى شتائم مسامي
ضد حزب رب العزّة
وسواها
عرقي كان مزيجًا
بين مجرى النهر
وموج البحر...
*
في اليوم الذي رأيتُ
فيه امرأة ورجل يلتهمان
شفاههما
في ساحة العلم
تمنيتُ
لو كنتِ غير مرتبطة
بصديقي
كنت سأصدمكِ
بتوغلٍ هولاكو
لمكتبة نطقكِ
*
حين كسر حاجز الخوف على
وسائل التواصل
وصار البيك والشيخ
والسيد والجنرال
والصهر
عرضة للهجمات
خبأتُ حجارتي
وآثرت الاختباء
خلف زجاج بيتي...
*
في هذا اليوم
كان الكل في الساحات
حتى أستاذي المنافق
الذي يدّعي أنه ثوري
لكنه يعطي فرصة
لحكومات الدمى...
كان عليّ من لحظتها
أن أطرده
لكن الانتفاضة لم تكن بيتي
وقتها...
*
قبل أن تخسر الساحة
عافيتها
اهداني أحد المنتفضين
سندويشة شاورما
ولبن كانديا
وقتها عرفتُ أني أصبحتُ
عميلاً للسفارتين
التركية والفرنسيّة...
*
ذات مرة دخلت الى غرفة
تحرير الاخبار
والمضحك أني اعتبرتُ
مكبوتات زميلي
القومي
تهديدات عبد إلى حُرّ
*
قد تزعج أرائي أهلي
لكني
أرفض أن اتعايش
مع قنبلة موقوتة
على اعتبارها
رمانة ناضجة...
*
اصدقائي المحزبين
اترك لكم رسالتي
تجرعوها
بعد سنتين
فإما أن تكون سمًّا باردًا