سَفَرٌ بُطُولِيٌّ لِحُلْمٍ مُخْتَنِقْ
هَذَا الْغُرُوبُ..
فَكَيْفَ يَحْضُنُنَا الشَّفَقْ

هَا نَحْنُ بَيْنَ الذَّاهِبِينَ
كَأَنَّهُمْ فِي حَضْرَةِ الذِّكْرَى هُنَا..
لَمْ نَفْتَرِقْ

رَحَلُوا عَنِ الْمَوْتِ/الْحَيَاةِ
إِلَى الْحَيَاةِ/الْمَوْتِ
فَاجْتَازُوا مَتَاهَاتِ النَّفَقْ

لَمْ يَقْبَلُوا ذُلَّ الْعُبُودَةِ
إِنَّهُمْ أَحْفَادُ "مَانْدِيلَا"
يَعَافُونَ الْقَلَقْ

عَصَفَتْ بِهِمْ رِيحُ الشَّجَاعَةِ
وَالنَّبَالَةِ
وَالشَّبَابِ
وَمَسُّ حُبٍّ مُنْدَفِقْ

سُبْحَانَهُمْ مِنْ أَهْلِ مَجْدٍ خَالِدٍ
لَا يَعْتَرِيهِ أَذَى الْبِلَى لَا يَخْتَلِقْ

مَطَرٌ مِنَ الْحُزْنِ الْمُبَلَّلِ قَالَ لِي:
هَذِي دُمُوعُ الرَّاحِلِينَ مِنَ الْأُفُقْ

اِسَّاقَطَتْ رَهْوًا..
تُلَوِّحُ لِلُأَبَاةِ الضَّيْمَ..
"نِي رِكْ"
لا ارْتِعَادَ وَلَا فَرَقْ

وَطَنٌ بِحَجْمِ الشَّمْسِ فِي جَبَرُوتِهِ
هَلْ يَا تُرَى.. هَذِي الْحُثَالَةَ يَسْتَحِقْ؟!

وَطَنٌ بِسِحْرِ السَّارِقَاتِ مَشَاعِرِي
كَيْفَ اخْتَفَتْ تِلْكَ الْمَحَاسِنُ فِي الْغَسَقْ

وَطَنٌ..
-وَمَا أَدْرَاكِ-
سَبْعَةُ أَبْحُرٍ نَفِدَتْ سُدًى..
وَالشَّعْبُ يَلْتَمِسُ الْغَرَقْ

مَا بَالُهُ اخْتَزَلَ الْوَدَاعَ
كَأَنَّهُ لَبِسَ الشَّهَادَةَ
وَهْوَ حُزْنًا يَحْتَرِقْ

لَا يَا رَبِيعَ الْأَرْضِ
وَحْدَكَ لَنْ تُمَسَّ
وَفِي سَبِيلِ الذَّوْدِ عَنْكَ سَنَسْتَبِقْ

سَنَمُوتُ فِيكَ
وَأَنْتَ مَأْمَنُ كَعْبَةٍ
وَجُيُوشُ "أَبْرَهَةَ" الْعَدُوِّ سَتَنْصَعِقُ

سَتَعُودُ ذَاكِرَةُ السَّلَامِ
شَوَاطِئُ الْعُشَّاقِ
مُنْتَزَهُ الْعَبِيِرِ المُنْعَبِقْ

شَايُ اللِّقَاءِ/الصُّدْفَةِ
الضَّحْكَاتُ حَوْلَ مَوَائِدِ الزُّوَّارِ..
مِنْ نِكَتِ الْمَرَقْ

حَدْسُ احْتِضَانِ الْغَيْرِ..
رَغْمَ تَشَتُّتٍ فِي الذَّائِقَاتِ
وَرَغْمَ بَوْنٍ نَلْتَصِقْ

سَتَعُودُ يَا سِنِغَالُ..
كَالْفِرْدَوْسِ فِي الدُّنْيَا
كَأُغْنِيَةِ الْجَمَالِ الْمُؤْتَلِقْ

... لِلرَّاحِلِينَ سُدًى تَعُودُ..!!
وَكُلَّما هَتَفَتْ بِكَ الظُّلُمَاتُ..
يَنْبَلِجُ الْفَلَقْ