مَنْ غَيرُكِ الوَحْيُ - فريد ياغي | القصيدة.كوم

شاعرٌ سوريٌّ (1991-) مقيمٌ في ألمانيا. يمتاز بصوت قصيدتِه الدافئ ولغته الجهورية.


332 | 0 | 0 | 0



(ديوان: لم يكن رقصاً.. كان تعثّراً)



عانَقْتُ طيفكِ كَالمَحْرومِ مِنْ وَلَدِ
حَتَّى انْصَهَرْتُ
وَضَاعَتْ في العِنَاقِ يَدِيْ

وَكُنْتُ أُسْكَبُ،
لَمْ أَعْرِفْ
أَمَاءُ نَدىً هذا الّذي انسَكَبَتْ فَحْوَاهُ
أمْ جَسَدِيْ

كَالصَّخْرِ أمضي
وإذ ألقاكِ عن أرقٍ
أَجْرِي كَما النَّهرِ في مِعْرَاجِكِ الأبديْ

ما زِلْتُ أَرْجُفُ كَالأحلامِ
يَحْمِلُهَا أَمْسٌ بَعِيدٌ مِنَ الدُّنيا
لألفِ غَدِ
كأنَّ سَبْعَ سَماواتٍ عليَّ هَوتْ
فَعُدتُ مِنْها..
ولمْ أنقُصْ
ولَمْ أَزِدِ

كَأنَّني مِثْل سَقْفٍ تَحْتَ أَرْجُلِهِ
وَظَلَّ فِي الجَوِّ مَحْمُولاً بِلا عَمَدِ


فَكُلَّما اصْطَكَّ مِنِّي في المَدى جَبَلٌ
مَدَّتْهُ سارِيَةُ الأَيَّامِ
بالسَّنَدِ

وَهَكذا كُنْتُ يَوْمَ الوصلِ
حينَ مَضَى قلبي وراءكِ
حتَّى ظاهِرِ البَلَدِ

*

يَومَ ارتجفتُ لِفَرْطِ المَّاءِ في جَسَدِ المعنى،
وَعُدتُ لَهُ نَهْراً و
َلَمْ أردِ
وَكُنْتُ وَحْدَيَ أَمْضِي في شَوَاطِئِهِ
والروح لَمْ تَبْلُغِ التَّكليفَ
أو تَكَدِ..

لَوْ سَبَّحَ الرَّملُ
كَانَتْ أَوْرَقَتْ يَدُهُ
مِنْ بوح غيثكِ
حَتَّى فَاضَ بِالبَرَدِ

وَلَوْ تَمَالَكَ مِنْكِ الضَّوءُ غَايَتَهُ
لَما تَبَقَّى بِظِلِّ الأَرْضِ مِنْ أَحَدِ

*

وقُلتِ لي:
مِثل ماذا؟!
قُلتِ مِثْلَ يَدِ
مُدَّتْ إلى الوَقْتِ حَتَّى عَادَ مِنْ أَمَدِ

مُدَّتْ إِليَّ..
فَعَادَ الحُلْمُ مُخْتَلِباً
مِنْ كُلِّ سَيْفٍ بِصَدرِ الأرضِ مُغْتَمِدِ
مَنْ غَيرُكِ الوحيُ؟
كَمْ سَاعٍ إِليْهِ مَضَى!
وَتَاهَ فِيْهِ
فَلَمْ يَذْهَبْ
وَلَمْ يَعُدِ

وَأنْتِ أَنْتِ يقين الروحِ
كم بحثتْ
عمّن يفوقكِ أَنْظَاري وَلَمْ تَجِدِ

سَابَقْتِ شَمْسَكِ
حَتَّى فَاضَ أَوَّلُها
وَانجَابَ آخِرُهَا في كُلِّ مُفْتَأدِ

وَقِيلَ:
إِنَّكِ قَدْ أَدْلَجْتِ
فَانْقَشَعَتْ كُلُّ الغُيُومِ
سِوى غَيمٍ لِمُبْتَرِدِ

حَتَّى المَواطِرُ
إِنْ مَا لامَسَتْ جِهَةً
مِنَ بوحِ عطرك ذَابَتْ فِي شَذَى الرَّغَدِ

تَتلو شفاهكِ
وَالأنداءُ تَعْصِمُها
مِنْ كُلِّ مُقْتَرِبٍ مِنْها
وَمُبْتَعِدِ

*

نُفِيتُ عَنْكِ خَلِيعَ المُلكِ
مِثل صَدىً
(أَغماتُه) البُعْدُ
فِي أَوْجَاعِ (مُعْتَمِدِ)

كَأنَّ بُعدَكِ عَنِّي
وَقْدُ مَجْمَرَةٍ تَنُزُّ دَمْعاً مِنَ النِّيرانِ
فِي كَبِديْ

مِثلَ السُّلافِ
دِماءُ العّينِ أَسْفَحُهَا
فَتُنْجِزُ الحُزَنَ وَعْدَ العَيْنِ بِالرَّمَدِ


أَرْسَلْتِ وَحْيَكِ بِيْ
فَارتَادَ مُجْتَزَأً
وَأَوْعَزَ المِزَقَ الوَلْهى أَنِ اتَّحِدي

فكانَ جسمي
يذوق الموتَ من ولهٍ
والروح كانتْ
تذوق الموتَ من حسدِ

***







ألمانيا.. كوبلنتس





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)




في مهبِّ الموت
( 4k | 5 | 20 )
ضروع الصخر
( 2.7k | 5 | 17 )
بطاقة تعريف-2
( 2.7k | 5 | 17 )
حرف من قاموس الفلاسفة
( 2.5k | 5 | 17 )
الأحجية
( 2.5k | 5 | 18 )
متعب أنت
( 2.5k | 5 | 17 )
ياقوتتان
( 2.5k | 5 | 17 )
وجه الحقيقة
( 2.5k | 5 | 21 )
جراحات طوق الحمامة
( 2.4k | 5 | 17 )
بعد عشر سنين
( 2.4k | 5 | 16 )
أكبر من أغانينا
( 2.2k | 5 | 17 )
سماء ثامنة
( 2.1k | 5 | 18 )
كي لا نكون
( 2.1k | 5 | 18 )
فصام
( 2k | 5 | 18 )
حيثُ الشّام
( 1.9k | 5 | 17 )
العائد إلى المنفى
( 1.9k | 5 | 19 )
ما سَوفَ يَأتي
( 1.8k | 5 | 18 )
رسالة للحب
( 1.8k | 5 | 17 )
بطاقة تعريف-1
( 1.7k | 5 | 17 )
زيفٌ مضيء
( 1.7k | 5 | 17 )
ضِفَّتانِ لمأوى الغَريب
( 1.7k | 5 | 17 )
في مهبّ الصّمت
( 1.7k | 5 | 17 )
ليل تشرين
( 1.3k | 5 | 17 )
لا تَطْرُقِ الحزنَ
( 508 | 0 | 0 )
رباعيَّات الخِيام
( 434 | 5 | 1 )
حنينٌ مشطور
( 428 | 0 | 0 )
أَنْتِ بَحْري
( 399 | 0 | 0 )
الخّيْبَةُ الحُسْنى
( 386 | 5 | 1 )
ذاكِرَةٌ بِلا صَدى
( 368 | 0 | 0 )
الدَّامون
( 361 | 0 | 0 )
لمن في الشّام
( 361 | 5 | 1 )
هي زفرةٌ أخرى
( 351 | 0 | 0 )
أُرْجوْحَةٌ لِاقْتِنَاصِ الخَيالِ
( 348 | 5 | 1 )
عكازةُ الغيب
( 345 | 0 | 0 )
حينَ صادَفْتُ حُزْني
( 343 | 0 | 0 )
هُطولٌ مُفاجِئٌ لِغُيومٍ مُؤَجَّلةْ
( 335 | 0 | 0 )
الدّرويش
( 332 | 0 | 0 )
رملةٌ لبحارِ العين
( 326 | 0 | 0 )
انعكاساتٌ لدماءٍ موريسكيَّة
( 326 | 0 | 0 )
نهاية حلم
( 326 | 0 | 0 )
مِنْ فَرطِ ما عَصَفوا
( 320 | 0 | 0 )
ما لَمْ تَبُحْ بِهِ أَوْجاعُ الكَمَنْجَة
( 318 | 0 | 0 )
كفٌّ مِن لهيبِ الجِنان
( 318 | 0 | 0 )
في انْتِظارِ الله
( 317 | 0 | 0 )
بيادرُ الموت
( 316 | 0 | 0 )
بَعْدَ مُنْتَصَفِ الشِّعر
( 312 | 0 | 0 )
مياهُ الوَقت
( 266 | 0 | 0 )
حينَ يُشْبِهُني البَعيدُ
( 264 | 0 | 0 )
لَمْ يَكُنْ رَقْصاً.. كانَ تَعَثُّراً
( 263 | 0 | 0 )
مُحاوَلَةُ غُفْرانٍ فاشِلَة
( 261 | 0 | 0 )
الأعمى
( 256 | 0 | 0 )
قبل انفلاتِ القوس
( 254 | 0 | 0 )
شُروقٌ مُبْهَم
( 253 | 0 | 0 )
حينَ تَبَخَّرَتْ
( 252 | 0 | 0 )
صَبْرٌ لآخِرِ جُرعَةْ
( 252 | 0 | 0 )
لا شَيْءَ أَعْلى
( 247 | 0 | 0 )