لَوْ تشَجَّعْتِ يا فتَاتِي قلِيلا ..! - البيومي محمد عوض | القصيدة.كوم

شاعر مصري، تفضي نصوصه إلى خصوصيّة عالية في الرهافة والجمال والرؤيا


190 | 0 | 0 | 0




لَو تشجَّعتِ يا فتَاتِي قَلِيلَا
لأضَفنا إلى الفصُولِ فصُولَا

وهدَمْنا الوجُودَ بحرَ ظلَامٍ
وأعَدْنا تشكِيلَه قِنْدِيلَا

وَمَضَيْنا طفلَينِ نضرِبُ أرضَ اللهِ بالشِّعْرِ
كَي تفُورَ بَتُولَا


آهِ! يا أبخلَ النساءِ!
أمِن شَرْطِ الهوَى الحُلْوِ أن يكُونَ بَخِيلَا؟!

آهِ! لَو لَمْ أكُنْ أنِيقاً كَعِطْرٍ
ولَوِ الوَقْتُ لَم يَمُرَّ عَجُولا

لَو تَرَكْتِ الأَزْرَارَ فَوْضَى كمَوْجِ البَحرِ!
لَو مَا زجَرْتِ فِيَّ الخُيُولَا

لَو طَغى الماءُ في سَرِيرِ المَرَايَا
وَشطَبْنا الإِمْكَانَ والمُسْتَحِيلَا

وَعَرَجْنا إلى زمَانٍ جَدِيدٍ
طِيبُهُ أتعَبَ السَّمَا تأوِيلَا

لَو تكسَّرْتِ فِي يَدَيَّ عَقِيقاً
أتشَهَّاهُ قاتِلاً وقتيلا

لَو غَفا الجلَّنارُ طِفلاً رضِيعاً
في يَدِي، لَو هَدْهَدتُه محمُولا

لَو سَكَبتِ التُّوليبَ مَوجاً نبِيّاً
لو سَللْتِ النَّبِيذَ سَيفاً رَسُولَا

لَو تكشَّفْتِ وَرْدَةً وَرْدَةً
لَو حَجَرُ الوَرْدِ عَانَقَ الإزمِيلَا

آه! مَاذَا عَليَّ لَو كُنْتُ ذِئباً شَرِساً؛
أخلُقُ الجَمَالَ البَدِيلَا؟!

كنتُ يَا أجمَلَ النِّسَاءِ
(تَبَسْتَنْتُ) نُجُوماً وأنهُراً وَنَخِيلَا

كُنْتِ يا شهْوةَ البَرَارِي
تحَوَّلْتِ هِلَالَا بقَبْضَتيَّ نَحِيلَا

أنَا غلطَانُ!
كانَ مِن عمَلِ الأبرَارِ أنْ أزدَهِي افتِرَاساً نَبِيلَا

إنَّ مِن أصْعَبِ الهَوى أن نُمَاري نَارَنَا
حِين تستبِدُّ صَهِيلَا

وردةَ اللهِ!
كيفَ أغفِرُ ذنباً صنَّفَته السَّمَاءُ ذَنباً ثَقِيلَا؟!

يا الَّتي اغتَلْتِ عنفُوانَ التَّجَلي
كانَ في وُسعِنا التَّجَلي طَوِيلَا

غَير أنَّا خُنَّا الهَوى، مَا انتبَهنا أنَّنا
نذبَحُ الزَّمَانَ الجَمِيلا

كانَ كلُّ الفردَوس ملكَ يدَيْنا
وأضعنَاهُ.. فامتَلأنا عَوِيلا


يا ابنةَ النُّورِ!
آهِ! منكِ، ومِنِّي، ومِن اللَّيلِ وهْوَ أقسَى غَلِيلَا

آهِ!
كنُّا نَطِيرُ سِرْبَ شُمُوسٍ!
لَو تَشَجَّعْتِ يَا فَتَاتِي قَلِيلَا!




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)