ثلاث أغنيات في انتظار الهدهد - معتصم الأهمش | القصيدة.كوم

شاعرٌ سودانيٌّ (1992-) ملامحُ قصيدتُه مشوّقة كصورة جنين في الرحم.


1865 | 0 | 0 | 0




نفيتَ في كوَّة للطين إشراقا
يشعُّ يُسقِط بيتاً كلما اشتاقا

أفقت في الحلمِ من معناك أجنحةً
تناوشُ الريحَ طرنا في مدى ضاقا

إذ يرجفُ النجم
لا نلقى هدى لنرى ...
كنا صغارا وكان الحزن عملاقا

كما القرابين نمتد ...
الرصاص هوى بأي روحٍ
وكان الموت آفاقا

من العبارات منفى
والحقيبةُ كم تدسنا وطناً بالريحِ منساقا

ليغرقَ الليلُ في ألوانِ دمعتنا
لتفتحَ الزمنَ الممتد أحداقا

إذ المسافات تمشي ...
الخطو يُسرق من أقدامنا ...
كل منفى فاح أنفاقا
*

غنيت
فانفتقت أوتار غربتنا
ورغم ما كان ...
يبقى اللحنُ متزنا

لهدهد لم يعد ناديته زمنا
عيناه /شمسان
لكن لا يرى الوثنا

وكلما رفَّ
جاب الأفق أسئلة
واساقط الدمعُ من أحداقه مُدنا

لأنها الأرض بنتُ الحرب
والدها الحنينُ يمضي كفيفا لا يرى وطنا

لأنها السرب
ينمو بالسراب وفي الأنقاض يبعث
تلتف الرؤى كفنا

إذ القتيل له عينان من لغة
تغوص في غده كي تخرج 'اليمنا'

لهدهد لم يعد
إذ كلما سألت بالأمنيات جهات ؟؟؟
قلتَ مرَّ هنا
*

ومرَّ أذكر أن الأفق يتبعه
جناحه في ضباب الغيب ينكسرُ

وإذ تغني على أصدائه ...
هبطت طيور وحشتنا
واصاعد الشجرُ

وإذ تغني يمد الأفق أشرعة من الغيوب ينادي
بينها السفرُ

وإذ نغني
نريد الأرض أوردة
يدب من خفقها في طينها البشر

بيضاء يامدن الموتى
وأدعيتي خضراء
لكن يباس ذلك المطرُ '

وكلما طاح بالآزآل تحتك سيف البرق
والأرض في عينيك تنشطرُ

بكيتُ ...
غنيتَ لكن الغناء له كف
وللحلم من أصواتنا وترُ






الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: