إلى انسكابنا الموجع الجواهري الكبير - اسماعيل الصياح | القصيدة.كوم

شاعر عراقي له إصدارات: "عندما يشهق البنفسج" و"ذاكرة الرمل" (1970-)


341 | 0 | 0 | 0



رشفْتَ كأسَـكَ معلولاً بــلا وَجــلِ
فشـاءَ خمرُكَ،
إلّا أنْ تكـونَ علـيْ *
وسندبــادُك مفتــــونٌ بهـمّــتــهِ،
تفنى الموانئُ، أو تُثريكَ بالجُمَــلِ
مُـذْ غادرتـَك ظلالُ الجُبَّ،
وانشغلـتْ فيكَ البُحورُ،
وأنتَ الوِترُ في الأسَـلِ
مَرِدتَ في بيتها الظامي،
كأسئلــةٍ بلا جوابٍ،
فهـمّـتْ فيكَ بالــقـُبـَــلِ
....................
وراودتـْهُ التــي في طبعهِ انسكبــتْ روحاً،
وقدّتْ قميصَ الشوقِ
مِنْ قـُبُلِ
فاستغفرَ العِشقَ،
ثمَّ انكبّ يشربُهـــا
من أولِ الغَيــمِ حَتى آخـــر الـبلـلِ
كانتْ نبوءةَ أجيـالٍ
قدْ اندلقـتْ
براحَتَيْ مجدهِ المعشوشبِ الخَضـلِ
فجاءنا من أقاصي البوحِ
يـُمطرُنــا
وصارَ زيتَ فوانيسٍ على السُبــُلِ
وفي قناديلهِ،
الأوتارَ يضربُهـــا
لينفضَ الشعرَ من أيقونــةِ الكسـلِ
يا شيخَ سَكرتِنا الأولى،
بمـا وهبتْ أنثى قوافيــكَ
مِنْ سُـمٍّ ، ومن عَسَــلِ
ووشوشاتِ أساريرٍ،
نسطرُهـــا - في هدأةِ اليلِ – ألواناً على المــقَـــلِ
يا أطولَ النَخلِ،
ما رفّ العراقُ بــهِ!
تساقطتْ مُدُنٌ، تغفوا على الـــوَشَــلِ
ومِثلَ كُلِّ نبيٍّ،
راحَ يطـــرِدُهُ المستكبرونَ، نأى،
واستخلفَنَّ ولـــيّ
أورثتنا، ثمرَ الإبداعِ نعصِــــرُهُ نفياً،
مِنَ الوطنِ المسكونِ بالجَــدَلِ
وكنتَ تبتكرُ الأعشاشَ،
مِنْ شَجــنِ الإقصاءِ،
يَسكُنها مَنْ فرَّ كالحَـجـلِ
لي كُلُّ ما فيكَ مِنْ حُزنٍ ومِنْ فـَـرَحٍ،
لي دجلتاكَ،
ونخبُ الهورِ في القـُـلـلِ
ولي جياعُكَ،
حتى اليومَ ما شبـِـعـوا نوماً،
وحُلمُهُمُ المسفوح لم يَــزلِ
ولي بقـايــا نسـاءٍ،
قد نبتنَ عـــلى شَطَّي أغانيكَ
لمْ يلبِسنَ من حُلـَلِ
فصارَ لي
كلُّ ما أبديتَ من غــزلٍ
وكلُ ما لمْ تقلْ عيناكَ من غــزلِ
يا سادنَ الوَجــعِ الشرقيِّ،
تنقــشـهُ وشمـــاً
على لُجّةِ الـ ذابوا من المــَلَـــلِ
فأنتَ عرّابُهم للغوصِ في قلــق الناياتِ،
من دَمعِها، تطفو إلى الأمــلِ
أنتَ اقترحتَ شراعَ الشِعرِ،
لوحتـُهُ،
تلكَ الضُلوعُ التي لم تُردَ بالشلـلِ
وكنتَ في أفقِ المعنى، إذا حَلــكَـتْ
برقاً،
يفرِّقُ بين الجِدِّ والهـــزلِ
فكنتَ يا أنتَ،
أشجاراً ،
تؤثِــثـُـهـــا روحُ العصافيرِ،
يا ربَّانها الأزلي
أنا وريثـُـكَ،
هذا البـــوحُ يـكـتـبُـنـي،
فاستنزفيني
عروسَ الشعر،
واكتحلـي.


* من العلو


الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.