سارق النار - طارق السكري | القصيدة.كوم

شاعر يمني حاصل على الماجستير في الأدب والنقد (1975-)


288 | 0 | 0 | 0



سارقُ النار

مددٌ ، غضبُ ، مددٌ مددُ
النارُ استوحشَ باريها ، مددٌ مددُ
اضربْ ، قلمي قال : وصلنا
سوف يجيءُ الآن المددُ
آدمُ ألقى لي عَبرتَهُ شُعَلاً تلدُ
أسراباً كدخانٍ
لاحَتْ نفسي
فوق الجبلِ الخامسِ
تقتلُ ، تَئِدُ
النارُ تناهبها "بَعْلُ"
والناسُ لصورتهِ عبدوا
ومضى محتفلاً بالفوزِ ، وغاب الجسدُ
في بحر اللذةِ يرتعدُ
لم أُبْقِ نبيَّاً ، قد ضاقتْ بدعاةِ التوحيدِ البلدُ
غضبٌ / مددُ



هل تقدرُ أن تمكث دهراً خلف السطر؟
أن تتصارع ذاتاً ورؤىً
أن تتجلَّى وحدك
فوق الجبلِ
وتغطسَ في أعماق البحرْ
أن يتصوَّحَ زهرُ هواكْ
أن تتقنَّعَ روحُك أخرى
أن تتفجَّرَ ملحمةً تأكل آلهةَ الحربِ
وتشرب فرسانكْ
أن تذبح شعرك قرباناً
أن تتحنَّطَ خلف السطر
أن ترضى حكمَ المضطر ؟
مددٌ / غضبُ / مددٌ مددُ



السَّاعةُ كتبُ
والغربةُ أقلامٌ
والمنفى حُجُبُ !
لن تفهم شيئاً من ذاتي
قالت
وهيَ تنوحُ دواتي
حين سرقتُ النارَ
وَعُدتُ الأرضَ
أردتك حُرَّاً
تتنعَّمُ في الظلِّ ولا ترهبُ "بَعلاً" ، وتخوِّضُ في الماءِ ولا تغرقْ
تخرجُ في الرِّيحِ بلا قمرٍ لا أنت ولا روحك تقلقْ
تدخل في النارِ ، وتسكنها بردا ،
تتوهَّجُ في فكرك خيلاً شيطانياً
وبُراقاً
تتهلَّلُ رعدا
ياوطناً ضيَّعني طفلاً ، حمَّلني في كِبَري الضِّدَّا
ألقاني في الجبِّ
وحين رجعتُ من المنفى
مشتعلاً رُشْدا
مات قتيلاً ، أورثني حرباً وركاما
ونساءً تُنبتُ أقزاما
وجبيني قطبٌ وكتابي
ويراعي فلكٌ دوَّارْ
"مددُ" كيف سيهمي المددُ ؟
كيف سيقدحُ حجرُ النارْ
والأرضُ بحيرةُ أشرارْ ؟
يترصَّدُني الجندُ
وأحزاني شجرٌ تتقِدُ
مددٌ ، غضبُ ، مددٌ مددُ

لا تفهمني الذَّاتُ
كبرتُ ، وتضحكُ ، أسألها ما السببُ ؟
ترفع نحوي طرفاً ، ويدي غاباتٌ ، أنهارٌ ، سحبُ
كنا في القشرةِ روحان ، فصرنا روحاً
كنا في البذرة قمران ، فصرنا قمراً
كنا جسداً ، صرنا جسداً / ثورة
طيناً / جمرة
من أين تَصَبَّاك المددُ؟

طارق السكري
7 أغسطس 2021



الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: