أوقات متحجرة - عبد القادر المكي المجذوب | القصيدة.كوم

شاعر سوداني له ديوان مطبوع بعنوان "مرايا" (1985-)


259 | 5 | 0 | 1



أيا سيدي

و خرجتَ من البحر للبحر
تاقت لنبعك أرواحنا
والزمان

أيا سيدي
كم جرحنا برملك
أوراقنا
وخطمنا الخيول
بموعدك الغض
وانفتق الشعر من كل هذا الخراب
وزدنا هوى فيك رغم الهوان
أيا سيدي
وقرأناك للرمل
ما أوّل الرمل أضغاثنا
وحملناك للرمل ماعاد في الرمل
مأوى
جلسنا
نعزيك في اللامكان
أيا سيدي ،،
وبنينا من الطين والنار
بيتك ،،شدنا من البحر منفى
فألفيتنا نحرق العمر
في الشعر
نبني لأطفالنا وطنا
من دخان
أيا سيدي ،،
لأغنية ما
ظللنا نرتب
أحلامنا وفق ما ندعي
وننساق للحن موتى
نغني ،،نغني ،،نغني ،،
ونجلد فيك الطبول
وظهر الكمان..
أيا سيدي.
.أرأيت جلبنا لك الرمز
وهبناك كل الأساطير
طلبنا لك الشيخ من طور سنار
أريناك فخار تكتوك
يهديك هذا اللسان
أيا سيدي
وتمر بعينيك كل الديار
فهلا سمعت بقرآنها شجرا
يسميك مولاه
ويحني القوام بمحرابك الأبدي
يسفح شوقا إليك الدموع
تمر بعينيك أسراب أرواحنا
وهي تغرق في البحر
يابحر ،،
أين المغنون
ياساحلان...

قصائدنا سيدي
لفظت برحيلك أكبادها
رمت كل هذي البراءات
ألقت فوانيسها للظلال
رمت زهرة العمر
واستنشقت مطر الليل
لا الزعفران..
قصائدنا سيدي
لايمر قطار لمنفاه
إلا وأهدته نضوا
من الروح حتى غدت غير شيء
وفاضت بهذا الحنين
فسماك هذا الحنين
تواشيح فانٍ لفان..
أما كان لي حين
أغفلت وجهك للنهر لما جلسنا
وحلّق في النفس ماضيك

عانق فيّ النشيد
وضمخ مني الرؤى
أما كان لي أن أراك
بريئا من الشعر والحزن
أما كان لي أن أرد تصاوير
هذا الفتى من يديك
أغني لميلاده
مثل هذا الغزال الشريد
أنقي لعينيه عمرا
وأجلو مراياه
أرد لأشجاره وقتها الغض
أرفو لهذا المكان
المكان..
أما كان لي والمدى ضج بالمتعبين
وتلك الطيوف ،
الخيال،
القرى
هجرتك وغاضت لياليك عن
كل كأس ونخب
أما كان لي أن أشدك
من عمق روحك
نحوي
أغوص بأفلاذ عينيك
أطرد سُمّار هذا الخِوان..
عبرتُ دروبك ..
من خلفها الف قرن وقرن
وأرضك لمّا تزل رخوة
ويداك ارتوت بالصلاة
وعيناك رفّتْ على الغيب
وكنت أرجّع عنك صدى غابرا
وألمس هذا البياض
وأنت تهذّب فوضى القصائد
في قلب هابيل
وفيك رأيت تفتق كل النقوش
وقفت طويلا بقبر المعرّي
رأيت بعينيه
نهرا من الدمع والفلسفة
وطار بعيدا بعيدا
وغاب
عبرتُ دروبك ،،لمّا سألتك
أسلمتني للغياب
أيا شجرا غسلت حزنه النار
جلّ عن الأرض أن تحملَه
أيا وطن الموت والبعث والأسئلة
أيا غربة لم تزل في دمي
المنهك المستبد
أيا جسدا وطئته خيل المحبين...
فسلّم
للشعر
أوراقه
وعلّق
في أفقه
منزلَه..




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)