لهجة القلب المنسية - جاك جيلبرت | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعر وروائي أمريكي، حاز على عدد من الجوائز أبرزها: جائزة نقاد الكتاب و ترشح لنهائي جائز البوليتزر الأدبية (1925-2012)


429 | 0 |



من المدهش أن اللغة تكاد تعني شيئًا ما،
ومن المخيف أنها في ذات الوقت لا تعنيه تمامًا

نقول: الحب
نقول: الله
نكتب: روما وميشيكو*
والكلمات تَرِد بصورة مغايرة تمامًا!
نقول "خُبز"
والمعاني تختلف وفقَ كلِّ دولة.
الفرنسيون لا توجد لديهم كلمة للموطن،
ونحن لا توجد لدينا كلمة للبهجة العارمة،
طائفةٌ في الهند الشمالية تنقرض
لأن لسانهم القديم
لا يملك كلمةً تُناظِر المغازلة...

أحلم بالمفردات الضائعة
التي ربما تعبر عن بعض ما لم يعد باستطاعتنا التعبير عنه؛
ربما النصوص الإتروسكية*
ستفسر أخيرًا لماذا يبتسم الأزواج في تماثيل قبورهم،
وربما لا.
حين تُرجِمت آلافُ الألواح السومرية الغامضة
بدتْ وكأنها سجلات تجارية،
ولكن ماذا لو كانت قصائدَ ومزامير؟
بهجتي، مثلها مثل "اثني عشر ماعزًا أثيوبية، تقف بصمتٍ، في ضوء النهار"
إلهي، أنتَ "منمنماتٌ بديعة من الملح، وسبائكٌ من نحاس"
شامخٌ "كالشعيرِ اليانعِ المُتثنّي تحت الرياح الدؤوبة"
نهداها "ستةُ ثيران ناصعة محملة بالقطن المصري طويل التيلة"
حبّي "مِئةُ آنيةٍ من العسل"
ما يريد جسدي قوله لجسدكِ "حمولةُ سفينة من شجر التويا*"
"زرافات" هي هذه الرغبة المستترة.
ربما النصوص المينوسية اللولبية*
ليست لغةً إنما خرائط.
وما نحس به في الأعماق لا نظير له من الكلمات إلا "الكهرمان، الرُّماة، القرفة، الأحصنة، الطيور"



*ميشيكو: ميشيكو نوجامي
زوجة الشاعر

*الإتروسكية: حضارة قديمة، تأسست في إيطاليا، تتميز بمقابرها التي تتجسد فوقها التماثيل، وأشهرها قبور الأزواج

*شجر التويا أو العفص: نبات من الفصيلة السروية

*المينوسية: حضارة قديمة، سُميت نسبة لمؤسسها الإمبراطور مينوس


(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ نورا عثمان)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   






دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: