شوارع في شنغهاي - توماس ترانسترومر | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعر سويدي حاصل على جائزة نيوستات للأدب عام 1990 وجائزة الإكليل الذهبي عام 2003 وعلى جائزة نوبل للآداب عام 2011 (1931-2015)


416 | 0 |




1
الفراشةُ البيضاءُ في الحديقةِ أمستْ مقروءةً من الكثيرين
أعشقُ فراشةَ اللفافةِ هذهِ كما لو كانتْ
زاويةً مرفرفةً للحقيقةِ ذاتها

في الفجر يجري حشودٌ من البشر بنشاطٍ فوق كوكبنا الصامت
عندها تغصُّ الحديقةُ بالبشر . لكلِّ واحدٍ ثمانيةُ وجوهٍ
مصقولة كالاحجارِ الكريمةِ ، لكلِّ الظروف ، اجتناباً للزلل
لكلِّ واحدٍ أيضاً وجهٌ غيرُ مرئيٍّ ، يعكسُ "شيءٌ لا يتحدثُ عنه الناس"
يبرزُ احدُهم في لحظاتٍ متعبةٍ وهو ذو طعمٍ حادٍّ مثل جرعةٍ
من نبيذٍ لاذعٍ مع ذلك الطعم الحادّ

يتحركُ سمكُ الشبوط في السدِّ منذُ الأزلِ ، إنهم يعومون أثناءَ نومهم ،
نموذجاً للإيمان : دائماً في حركةٍ .

2
انتصفَ النهارُ ، والملابسُ المغسولةُ ترفرفُ في رياح البحر
الرماديةِ عالياً فوق سائقي الدراجات
الآتين في ضجةٍ مكتومةٍ . ضعْ اشارةً في المتاهاتِ الجانبيةِ !
أنا محاطٌ بعلاماتِ الكتابةِ التي ليس باستطاعتي استجلاؤها .
أنا بالكامل ضمن الألف باء
سدّدْتُ ما كانَ عليَّ ولديَّ من فواتير لكلِّ شيءٍ .
لقد جمعتُ الكثيرَ من الفواتير غير المقروءةِ
أنا شجرةٌ قديمةٌ بأغصانٍ ذابلةٍ متدليةٍ
ليس بمقدورها السقوطُ على الأرض

هبّةٌ من البحرِ تجعلُ هذه الفواتير تفرقعُ .

3
في الفجر يطأ حشودٌ من البشرِ بنشاطِ كوكبنا الصامت .
نمتطي كلُّنا صهوةَ الشوارعِ ، إنها مزدحمةٌ مثلَ سطحِ سفينةٍ .
أينَ نحنُ في الطريقِ ؟ أتكفي أكوابُ الشاي ؟ يمكننا اعتبار أنفسنا سعداءَ
لأننا استطعنا اللحاقَ كي نمتطيَ صهوةَ الشارع !
هذا قبلَ ألفِ عامٍ منْ ولادةِ الخوفِ من الاحتجاز .

خلفَ كلِّ واحدٍ يمشي هنا يحومُ صفٌّ يريدُ اللحاقَ
بنا ، يمرُّ بنا ، يتوحدُ فينا .
شيءٌ يريدُ التسللَ خلفنا ، يراقبنا
ويهمسُ " احدسْ مَنْ هذا !"
تبدو علينا السعادةُ في الشمس ، بينما ننزفُ دماً منْ جرحٍ لا نحسُّ به ...




(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ عبد الستار نورعلي)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   






دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: