من أجل عام المجانين - آن سكستون | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعرة أمريكية حاصلة على جائزة البوليتزر للشعر عام 1967، انتحرت بعمر ال45 باستنشاق الغاز من عادم السيارة (1928-1974)


708 | 0 |





يا مريم، أيتها الأم الواهنة
اسمعيني، اسمعيني الآن رغم أنني لا أعرف كلماتك
مسبحتي السوداء بصليبها الفضي تقبع في يدي
دون أن تباركيها لأنني غير مؤمنة.

كلُّ خرزةٍ مستديرةٍ وصلبةٍ بين أصابعي
ملاكٌ أسودٌ صغير.

يا مريم،
تفضّلي عليّ بالقبول
بالعبور إليكِ،
رغم أنني بغيضة،
مطمورةٌ بماضيَّ وجنوني.

رغم وجود الكراسي
أستلقي على الأرض،
يدي فقط هي الجزءُ الحيّ، تلمس الخرز،
كلمة بكلمة، أتعثّر
مبتدئةٌ، أحسّ بفمكِ يلمس فمي

أعتبر الخرز كالأمواج التي تحفر طريقها بداخلي،
يرهقني عددهم
أنا مريضةٌ، مريضة، في حرارة الصيف
والنافذة -من فوقي- هي المستمعة الوحيدة لي:
المخلوقةُ الخجولة،
المستحوِذةُ الهائلة، المُهدِّئة،
مانحةُ الهواء،
تهسهسُ، وتزفرُ -كسمكةٍ ضخمةٍ- هواءَ رئتها الواسعة.

تقترب أكتر وأكثر
ساعةُ موتي:
إذ أُعيد ترتيب وجهي،
أعود كما كنت، دون تغيير، وبشَعرٍ مسترسل.
كل هذا هو الموت،
في ذهني هنالك زقاقٌ ضيّقٌ هو الموت
وأنا أتحرك بداخله كما لو أنني أتحرك بداخل الماء.

جسدي عديم النفع،
يستلقي متكوّرًا على نفسه، ككلبٍ على السجادة
لقد استسلم.
لا كلمات، إلا ما بالكاد تعلمتُه:
مريم المقدسة، والفيَّاضة بالرحمة.
الآن دخلتُ العام بلا كلمات،
ألاحظ الولوج المُستهجَن، والاحتداد ذاته،
يتواجدان بلا كلمات
يتواجدان على ما أملكه، وما سوف أحوزه، دونما صوت.

يا مريم، أيتها الطبيبة الحنونة
تعالي بالمساحيق والأعشاب
حيث أقبع في المركز،
إنه ضيّقٌ جدًّا، والهواء به رماديٌّ كما في بيوت البخار..
هنالك، يُقدَّم لي النبيذ
كما يُقدَّم الحليب إلى الطفل،
يُقدَّم بكأسٍ رقيقةٍ مستديرةٍ ذات حرفٍ رفيع
النبيذ ذاته: حالكُ اللون، زَنِخُ الرائحة، ومبهَمُ الكينونة..
الكأس ترتفع من تلقاء نفسها نحو فمي
وأنا ألاحظ هذا وأفهمه، فقط لأنه قد حدث.

لديّ خوفٌ من أن أسعل
لكنني لا أتحدث،
خوفٌ من المطر،
خوفٌ من الفارسِ الذي سيأتي ممتطيًا فرسَهُ داخل فمي

الكأسُ تميلُ من تلقاءِ نفسها
وأنا بين النيران
أرى شريطينِ رفيعينِ يلتهبانِ فيما أسفل ذقني
أرى نفسي كما يرى واحدٌ منّا الآخر:
لقد انشطرتُ إلى جزئين.

يا مريم، افتحي جفونك!
إنني في حوزة الصمت
في مملكة المجانين والنيام
ثمَّة دماءٌ هنا،
وأنا لم آكلُها.
يا أم الأرحام
هل أتيتُ من الدماءِ وحدها؟
يا أمي الصغيرة،
إنني في عقلي
إنني محبوسةٌ في المنزل الخطأ.





(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ نورا عثمان)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   
For the Year of the Insane




الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.




لعنةٌ على قصائد الرثّاء
( 3.2k | 0 | 0 | 2)
أُرِيدُ أَنْ أَمُوتَ
( 3.2k | 5 | 0 | 2)
شاعرة الجهل
( 2.9k | 5 | 0 | 4)
نصائح إلى شخصٍ عزيز
( 2.6k | 5 | 0 | 2)
45 شارع الرحمة
( 2.5k | 0 | 0 | 1)
موت سلفيا
( 1.8k | 0 | 0 | 1)
حجرة حياتي
( 1.8k | 0 | 0 | 2)
القُبلة
( 1.7k | 4 | 0 | 1)
نشيد مريم
( 1.7k | 0 | 0 | 1)
آنا التي كانت مجنونة
( 1.6k | 0 | 0 | 1)
ربة منزل
( 1.5k | 0 | 0 | 2)
الأبواب المغلقة
( 1.5k | 0 | 0 | 1)
كلمات
( 1.5k | 0 | 0 | 1)
الموسيقى تعود سابحةً إليّ
( 1.5k | 0 | 0 | 1)
ركوب المصعد باتجاه السماء
( 1.4k | 0 | 0 | 1)
الفَنُّ الأَسْوَدُ
( 1.4k | 0 | 0 | 1)
جَرْدُ الوَدَاعِ
( 1.4k | 0 | 0 | 1)
عِنْدَمَا يَدْخُلُ الرَّجُلُ فِي المَرْأَةِ
( 1.4k | 0 | 0 | 1)
الأَرْضُ تَهْوِي
( 1.3k | 0 | 0 | 1)
سجائر وويسكي وامرأة متوحشة، متوحشة
( 1.3k | 0 | 0 | 1)
ملِك الموت
( 1.3k | 0 | 0 | 1)
مياه
( 1.3k | 0 | 0 | 1)
17 آب
( 1.3k | 0 | 0 | 1)
الصُّورَةُ المُزْدَوَجَةُ
( 1.3k | 0 | 0 | 1)
أشباح
( 1.2k | 0 | 0 | 1)
قاذفات اللهب
( 1.2k | 0 | 0 | 1)
حيث كانت في ذلك الحين
( 1.1k | 0 | 0 | 1)
المسرحيّة
( 960 | 0 | 0 | 1)
أصفر
( 941 | 0 | 0 | 1)
الآخرى
( 930 | 0 | 0 | 1)
رامبِلستيلسكين/ جعيدان*
( 920 | 0 | 0 | 1)
دروس في الجوع
( 907 | 0 | 0 | 1)
العازف البارع*
( 817 | 0 | 0 | 1)
مُسنّ
( 671 | 0 | 0 | 1)