ستراتيس ثالاسينوس بين زنابق الحب - جيورجيوس سيفريس | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعر يوناني حاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1963 (1900-1971)


666 | 0 |




ما من بَرْواق، ولا بنفسج، ولا ياقوتية؛
فكيف، إذاً، تحادثُ الموتى؟
الموتى لا يعرفون لغة أخرى سوى لغة الزهور
ولهذا يلزمون الصمت
يواصلونَ الترحال ويلزمون الصمت، يتحمّلون ويلزمون الصمت،
عبر إقليم الأحلام، عبر إقليم الأحلام.

إذا شرعتُ في الغناء فسأنادي
وإذا ناديتُ
فإنّ زنابق الحبّ ستأمر بالصمت
رافعة تلك اليد الصغيرة لطفلٍ عربيّ بحريّ
أو حتى وقع أقدام إوزّة في الفضاء.

مؤلم وشاقّ أنّ الأحياء لا يلبّون حاجتي
لأنهم أوّلاً لا يتكلمون، ثمّ
لأنّ عليّ أن أسأل الموتى
قبل أن أتابع المسير أبعد.
لا سبيل آخر: حالما تأخذني غفوة
يقطع الصحبُ الأسلاك الفضية
ويفرغ جِراب الرياح.
أُسقطه فيفرغ، أسقطه فيفرغ؛
أستفيق
مثل سمكة ذهبية تسبح
في شقوق البرق
والريح والسيل والأجساد الآدمية
وزهور الحبّ مسمّرة مثل سهام القدر
على الأرض التي لا يخمد لهيبها
المُرْتجّة بفعل إيماءة راعشة،
كأنها محمّلة على عربة قديمة
ترتجّ هابطة في دروب ضيّقة، فوق أحجار مكوّرة عتيقة،
زهرة الحبّ، بَرْواق الزنوج:
كيف لي أن أفقه هذا الدِين؟

الحبّ هو أوّل ما خلق الله
ثم جاء الدم
والتعطّش إلى الدم
كما يحرّض عليه
مَنيُّ الجسد، مثله مثل الملح.
كانت الرحلة المديدة أوّل ما خلق الله؛
ثمة انتظار في ذلك البيت
بدخانه الأزرق
وكلبه العجوز
ينتظر عودة أهل البيت لكي يصبح في وسعه أن يموت.
غير أنّ على الموت أن يقودني،
زهور الحبّ تمنعهم من الكلام،
مثل أعماق البحر أو مثل الماء في الإناء.
والصحبُ مقيمون في قصور سيرسيه:
أيها العزيز إلبينور! يا صاحبي الأحمق إلينور!
أم أنك لا تبصرهم؟
-"أواه ساعدونا"-
على تلال بسارا المسوَدّة.





(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ صبحي حديدي)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   






دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: