النشيد XLVII - عزرا باوند | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

عزرا باوند هو الذي غيّر شكل الشعر الأميركي كجزء من الحركة الحداثية والتصويرية وما سمِّي بالحركة الدَّواميَّة (1885-1972). تم ترشيحه لجائزة نوبل للآداب 16 مرة في الفترة ما بين (1955-1972)


771 | 0 |




مَن الذي، حتى في مماته، يَقِظ البصيرة!
ذاك صوتٌ تناهى في الظلام
عليك أولاً أن تسير في الطريق
إلى الجحيم
وإلى تعريشة "بروسربينه"، ابنة "سيرسيه"،
عبر طبقات الظلام الحالك، لترى "تيريزياس"،
كفيفاً كان، محض ظلّ، في الجحيم
مليئاً بالعلم الذي يجهله الرجال السمان،
قبل أن تبلغ نهاية طريقك.
معرفة ظلّ الظلّ،
وعليك أن تبحر بعد المعرفة
وأنت أقلّ ممّا تعرفه بهائم الوحش.
PHTHEGGOMETHA THASSON
(فلنرفع أصواتنا دون إبطاء)
المصابيح الصغيرة تتدافع في الخليج
ومخالب البحر تتلقطها.
"نبتون" يشرب بعد جزر المحاق.
تموز! تموز!
الشعلة الحمراء ماضية صوب البحر.
واختبارك سيجري عبر هذه البوّابة.
من السفن الطويلة أشعلوا الأضواء في المياه
ومخالب البحر تتلقطها في الأمام.
كلاب "سيللا" تزمجر عند باطن الجرف،
والأسنان البيضاء تقضم أسفل الصخرة،
لكنّ الليل الشاحب يطفو بالمصابيح الصغيرة جهة البحر
TU DIONA
(أنت يا ديونا)
KAI MOIRA T ADONIN
(والأقدار من أجل أدونيس)

مع أدونيس يصبح البحر مخططاً بالأحمر
والأضواء تلتمع حمراء في الجرار الصغيرة.
شتلات الحنطة تنهض جديدة قرب المذبح،
والزهرة من البذرة الخفيفة.
شبران، شبران من المرأة،
وبعدها لا تؤمن بشيء. لا شيء يرتدي أية أهمية.
منكبّة على هذا. وفي نيّتها
ذلك المكر الذي تسمّيه النوايا المتقلبة،
سواء ليلاً حين تصيح البومة، أو أوان النسغ في الشتلة،
لا تكلّ، وليس لسبب أو بخدعة مؤقتة
تُستدعى العثّة إلى الجبل
ويركض الثور أعمى على السيف، naturans (وفقاً للطبيعة)
وإلى الكهف تستدعى، يا "أوديسيوس"
بفعل نبات ال"مولو" تأخذ قسطاً قليلاً من الراحة،
وبفعل نبات ال"مولو" تتحرّر من ذاك الفراش
لعلك تعود يوماً إلى سواه
النجوم ليست في تعدادها،
هي عندها محض ثقوب جوّالة.
اشرعْ في حراثتك
حين تأوي نجوم الثريا إلى مهاجعها،
اشرعْ في حراثتك
فهي ستمكث 40 يوماً تحت سقف البحر
وهكذا ستمكث في حقول قرب سقف البحر
وفي وديان تتعرّج هابطة نحو البحر.
حين تطير الغرانق عالياً
فكّرْ بالحراثة.
اختبارك سيجري عبر هذه البوّابة
ويومك بين باب وباب
ثوران مربوطان للحراثة
أو ستة في الحقل
شحنة بيضاء تحت الزيتونات، وعلامة لإزاحة الحجارة،
والبغال هنا محمّلة بألواح إردوازية على درب التلّ
وما برحت هكذا.
النجوم الصغيرة تخرّ الآن من غصن الزيتون،
والظلّ المتفرّع شعبتين يسقط مظلماً على السطيحة
أكثر سواداً من طائر السنونو الطافي
الذي لا يكترث بحضورك،
وبصمة جناحه بقعة سوداء على آجرّ السقف
غبّ أن مضت البصمة مع صرخته.
وهكذا فإن الضوء هو ثقلك على كاهل "تيللوس"
والثلم الذي خلّقتَ لم يحفر عميقاً
وزنك أخفّ من ظلّ
ومع هذا فقد قرضتَ في طول الجبال
ناب "سيللا" الأبيض أقلّ حدّة
فهلّا وجدتَ عشاً أنعم من الفَرج
وهلّا عثرتَ على مستراح أفضل
ألديك أساس أعمق، وهل عام وفاتك
سيجلب شتلةً أسرع نموّاً؟
هل دخلتَ في الجبال، عميقاً أكثر؟

الضوء اقتحم الكهف. أترى! أترى!
الضوء هبط إلى الكهف،
بهاء على بهاء!
بإزميل في يدي اخترقتُ هذه التلال:
ها أنّ العشب ينمو من جسدي،
وها أني أسمع الجذور تتحادث،
والهواء جديد على ورقتي،
والأغصان المتشعبة ترتجف وسط الريح.
هل "زيفيروس" أخفّ وزناً على الغصن، و"أبليوتا" أكثر ضياء على غصن اللوز؟
من هذا الباب دخلت إلى الجحيم.

يخرّ،
أدونيس يخرّ.
الفاكهة تلي ثانياً. الأضواء الصغيرة تتدافع مع المدّ،
ومخالب البحر تجرّ المصابيح إلى الأمام.
فكّرْ، إذاً، بحراثتك
حين تأوي النجوم السبع إلى مهاجعها
أربعون يوماً راحةً قرب سقف البحر
والريح في الوديان تؤوب صوب البحر

KAI MOIRA T ADONIN
حين غصن اللوز يطلق شعلته
حين يُؤتى بالشتلات الجديدة إلى المذبح

TU DIONA, KAI MOIRA
KAI MOIRA T ADONIN
التي لها القدرة على الشفاء
التي لها السطوة على الوحوش الضارية.





(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ صبحي حديدي)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   





الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.