إحصائيات تقييم ترجمة ' محمد علي اليوسفي ' لقصيدة ' الشرفة ' لـ ' أوكتافيو باث '
عدد التقييمات: 0; |
معدل التقييم:
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
قيم ترجمة ' محمد علي اليوسفي ' لقصيدة ' الشرفة ' لـ ' أوكتافيو باث '
الشرفة 0
مشاركة القصيدة
ثابتة
وسط الليل
ليست جانحة عن القرون
ولا نائمة
مُسَمَّرَة
كما فكرة – هاجس
في مركز التوهج
دلهي
مقطعان لفظيان عاليان
يطوقهما الرمل والأرق
أنطقهما بصوت خافت
لا شيء يتحرك
لكن الساعة تنمو
تتمدّد
إنه الصيف
صخب أمواج تنتشر
أسمع تموّج السماء الواطئة
فوق السهول النائمة
كتلٌ هائلةٌ تجمّعات فاحشة
غيومٌ مملوءة حشرات
تسحق
أشكالاً قزْمةً غامضة
(غداً سوف يكون لها اسم
سوف تنتصب وتكون بيوتاً
غداُ سوف تكون أشجاراً)
لا شيء يتحرك
هي الساعة أكبر
وأنا مستوحد أكثر
مُسَمّرٌ
وسط الزوبعة
إذا مددتُ يدي
جسدٌ رخو هو الهواء
كائن منتشر بلا وجه
متكئاً على الشرفة
أرى
(لا تتكئ،
إذا كنت وحيداً ، على الدرابزين
يقول الشاعر الصيني)
ليست المرتفعات ولا الليل وقمرُه
ليست اللانهاية أمام عيني
لكنها الذاكرة ودوارها
هي ما أرى
وما يدور
إنما هو الشِّراك والكمائن
لا شيء يوجد في الوراء
إنها التواريخ ودوَّاماتُها
(عرشٌ مجبولٌ من عظام
عرش الظهيرة
هذه الجزيرة
على صخرها الوحشي
في لحظةٍ رأيت الحياة الحق
كان لها وجه الموت
وكانت هي الوجه الذائب
في البحر المتألق ذاته)
ما عشتَه اليوم يمزقك
أنتَ لستَ هناك
هنا
أنا هنا
في بدايتي
لست أنكر ذاتي
أسندها
متكئا على الشرفة
أرى
غيوما هائلة وقطعةَ قمر
ما هو مرئيٌ هنا
بيوت أناس
الواقع الحاضر
وقد هزمته الساعة
ما هو هنا
غير مرئي
أُفُقي أنا
إذا كانت هذه البداية بداية
فهي لا تبدأ معي
معها أبدأُ
فيها أدوم
متكئاً على الشرفة
أرى
هذا البعيد الداني
لست أدري كيف أسميه
حتى لو لمسته بالتفكير
الليل الذي يغرق رأساً
المدينة التي تشبه جبلا منهاراً
الأضواء البيضاء الزرقاء الصفراء
المنارات التي تُمْسي فجأة أسواراً للفظائع
والكتل المريعة
أكوام البشر والبهائم على الأرض
وأحلامهم المتشابكة كالعليق
يا دلهي العجوز يا دلهي العفنة
أزقَّة ساحات مساجد
كما جسد مجرَّح
كما بستان مطمور
منذ قرون والغبار ينهمر
معطفك الزوابع الرملية
وِسادتك آجرَّة مهشَّمة
في ورقة تين
تتناولين فضلات آلهتك
معابدك مواخير لمن لا يشفون
وأنت مغطاة بالنمل
ساحة مهجورة
ضريح منهار
أنت عارية
كما جثة منتهكة
جرَّدوكِ من الجواهر والكفن
كنتِ موشحة بالقصائد
كان جسدك كله كتابة
تذكري
استعيدي الكلام
أنت جميلة
تجيدين الكلام الغناء الرقص
دلهي
بُرجان
مزروعان في السهل
مقطعان لفظيان عاليان
أردِّدُهما هامساً
متكئا على الشرفة
مُسمَّراً
ليس في الأرض
في دوارها
كنت هناك
لست أدري أين
أنا هنا
حيث لا أدري
ليست الأرض
بل الزمن
هو الذي يسندني بيديه الخاويتين
ليل وقمر
سحبٌ تَمُرُّ
حفيف أشجار
خدر الفضاء
لا نهاية وعنف في الهواء
غبار هائج يثور
أضواء على المطار
ضجة غناء من ناحية القلعة الحمراء
أصوات بعيدة
خطوات الحاج موسيقى متجولة
على جسر الكلمات الهش هذا
ترفعني الساعة
والزمن يتضور من جوع إلى التجسد
بعيدا عن ذاتي
في مكان ما أنتظر مجيئي