فتيل أبيض - ثيسار باييخو | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

يعتبر الشاعر البيروفي ثيسار باييخو واحداً من أعظم الشعراء المجددين في القرن العشرين (1892-1938)


821 | 0 |




صمتٌ. لقد أرخى ليلُهَا سُدُولَهُ،
والشّمسُ غاصتْ خلفَ المقبرةِ؛
ثمّةَ بكاءٌ، هُنَا، كأنّه مِن ألفِ عامٍ:
لا تَعُدْ؛ قد ماتَ قلبيْ.
صمتٌ. كلُّ شيءٍ، هُنَا، مُدثَّرٌ
بحزنٍ شديدٍ؛ والشّغفُ يفرقعُ،
مثلَ كازٍ رديءٍ، وشاحبًا يحترقُ.
سيأتي الرّبيعُ. ستغنّينَ "حوّاء"
مِن برهةٍ أفقيّةٍ، مِن
حلقةِ غازٍ سيلمعُ فوقَها مِسْكُ إيروس.
اِصهري في تلكَ النّارِ غفرانَكِ للشّاعرِ وشكّليهِ،
ولسوفَ يعذّبني،
كالمسمارِ الذي يغلقُ الكفنَ!
بَيْدَ أنَّ . . ليلًا مِن غنائيّةٍ، ستجلدُ
صدرَكِ الرّقيقَ، وبحرَكِ الأحمرَ
أمواجٌ عمرها خمسةَ عشرَ عامًا
حينَ ترى في المسافةِ، وقد أثقلَتْها الذّكرياتُ،
سفينَتي الغازيةَ، وعُقوقي.
ثُمَّ، بعد ذلك، سيموتُ
بستانُكِ، وشفتُكِ التي نلتُها
وسحقتُها لآخرِ مرّةٍ،
مضرّجةً بالدّماء مِن كثرةِ الحُبِّ،
كصورة وثنيّةٍ للمسيحِ.
يا الحبيبة! ستُغنّين؛
وكلُّ ما هُو أنثويٌّ سوفَ يهتزُّ في روحي،
كأنّه في كاتدرائيّةِ حِدادٍ معتمة.





(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ تحسين الخطيب)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   






دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: