عذراء - أوكتافيو باث | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعر مكسيكي حاصل على جائزة ثربانتس للآداب عام 1981 وعلى جائزة نيوستات للأدب عام 1982 وعلى جائزة نوبل للآداب عام 1990 (1914-1998)


763 | 0 |




١-
تُغمضُ عينيها. في حدِّ ذاتها،
هي طفولةٌ وعريٌ عند أسفلِ الشجرة.
في ظلِّها يستريحُ النمرُ والثورُ.
تُعطي للنمرِ ثلاثة حملانٍ من ضباب،
وللثورِ ثلاث حمائم؛ دمٌ وريش.
لا يحب النمرُ قرابين الدخان
ولا الثورُ الحمائمَ: إنهما يريدانكِ أنتِ.
تطيرُ الحمائمُ ويطيرُ الثورُ،
وتطيرُ هي أيضًا، درب حليب عار،
في سماء داخليةٍ، مظلمة.
يتبعُها في طبقاتِ الهواءِ
خنجرٌ خبيثٌ بعينيّ قط
وأجنحةٌ صفراويةٌ مجدولةٌ. تقاومُ،
تقهرُ الثعبانَ، تقهرُ النسرَ،
وتنتصبُ واقفةً، على قرنِ القمر...

٢-
تدورُ الصبيّةُ في الفضاء.
سحبٌ تائهة، زوبعةٌ، هواء.
السماءُ فمٌ يتثاءبُ،
فمُ سمكةِ قرش، حيث تضحكُ
النجومُ، بروقًا متتاليةً.
تقتربُ، مكسوّةً بالزنبق،
تقتلعُ أسنانَ النائمِ
وترميها في الهواء الموغلِ في الأزل:
جزرًا مشعشعةً، هوتِ الأنجمُ؛
والملحُ تناثرَ على السّماط؛
جريحًا، هطلَ المالكُ الحزينُ مطرًا من ريش،
والقيثارةُ تحطَّمتْ، والمرآةُ
كالقمرِ هوَتْ شظايا.
وهوى التمثالُ. وأطرافُه
تلوَّتْ، حيّةً في التراب.

٣-
صخورٌ وبحرٌ. تحرقُ الشمسُ العجوزُ
الصخورَ التي مَرْمَرَها البحرُ.
شمسٌ من حجر، بحرٌ من حجر، لا أحد.
راكعةً، تحفرُ في الرملِ
بأظافرها المحطّمةِ، تحفرُ في الصخر.
لماذا ُتنبَشُ التماثيلُ من التراب؟
فمُ الأمواتِ ماتَ.
على البساط، تجمعُ صورَ
أُلغوزتِها اللّانهائية.
وتنقصُ دائمًا قطعةٌ واحدةٌ، واحدة فقط،
ولا أحد يعرف أين هي، خفيةٌ.
يثرثرُ الزوارُ في الصالة.
تشتكي الريحُ في حديقة الظلمات.
إنها مدفونةٌ أسفلَ الشجرة. من؟
المفتاحُ، الكلمةُ، الخاتمُ...
ولكنّ الوقتَ أصبح متأخرًا، والزوارُ قد ذهبوا،
والدتُها أسفلَ الدرجِ
شعلةٌ تتلاشى،
ويصعدُ فيضانُ الظلام
مُغرِقًا الدرجاتِ واحدةً تلو الأخرى؛
تبتعدُ الحديقة، وتبتعدُ هي أيضًا
يحملُها الليلُ...

٤-
أسفلَ الشجرة ثانية. لا شيء:
علبٌ، قطعُ زجاج ٍمحطّمة، سكينٌ،
بقايا يومِ أحدٍ مؤكسد.
يخورُ الثورُ، شمشومُ وحيدًا وجريحًا
في ذهولِ الليل الخَرِبِ.
عبر المروجِ الصفراء
يجولُ الأسدُ الأصلعُ والنمرُ البالي.
تبتعدُ عن الحديقةِ المقفرةِ
وتصلُ البيتَ عبر أزقةٍ ماطرة.
تنادي، ما من مجيب، تتقدّمُ،
لا أحد خلف الأبواب،
تذهبُ من بابٍ إلى لا أحد، تصلُ
البابَ الأخيرَ، مقفلٌ،
ذاك الذي يغلقُه الأبُ كلّ ليلة.
تبحثُ عن المفتاحِ لكنه ضاعَ،
تدقُّ وتخمشُ، تدقُّ،
طوالَ قرونٍ تدقُّ،
وكلّ قرنٍ يعلو ارتفاعُ البابِ
مع كلّ دقةٍ يزدادُ إحكامًا وقوةً .
لم تعُد تصلُه، تنتظرُ
أن يفتحَ أحدُهم، جالسةً على كرسيها الصغير.
ربّاه، افتحْ أبوابَ غيمتِكَ،
افتح ْجراحَكَ التي لم تلتئمْ
واهطلْ على نهديّ الذابلينِ مطرًا،
اهطلْ على العظامِ وعلى الصخورِ مطرًا،
ولْتَشُقَّ حبتُك اللحاءَ،
وقشرةَ دمِها المتصلِّبة.
أعِدْني إلى الليلِ الأوّلِ،
ولْأُفصَلَ عن ضلعِكَ،
كوكبًا مظلمًا يلهبُه نورُكَ.





(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ أسامة أسعد)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   






دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




حجر الشمس
( 3.2k | 0 | 0 | 1)
يقين
( 2.4k | 5 | 0 | 3)
البُسْتَانُ
( 2.2k | 0 | 0 | 1)
مناجاة منتصف الليل
( 2k | 0 | 0 | 1)
الجسر
( 1.9k | 0 | 0 | 3)
جسد على مرأى
( 1.9k | 0 | 0 | 2)
فجر
( 1.8k | 0 | 0 | 2)
إلهي افتح الباب
( 1.8k | 5 | 0 | 1)
هنا
( 1.8k | 0 | 0 | 2)
جسدان
( 1.7k | 0 | 0 | 2)
جار بعيد
( 1.7k | 0 | 0 | 2)
بعينين مغمضتين
( 1.5k | 0 | 0 | 2)
لا الأرض ولا السماء
( 1.5k | 0 | 0 | 1)
ثمة زمن داخل الزمن
( 1.5k | 0 | 0 | 1)
الآخر
( 1.5k | 0 | 0 | 2)
مصير شاعر
( 1.4k | 0 | 0 | 1)
صداقة
( 1.4k | 0 | 0 | 2)
لو أن ضوء هذا المصباح حقيقي
( 1.4k | 0 | 0 | 1)
وحي
( 1.4k | 0 | 0 | 1)
عَلَى امْتِدَادِ شَارِعِ غَالْيَانَا
( 1.3k | 0 | 0 | 1)
لمسة
( 1.3k | 0 | 0 | 1)
علامة تعجب
( 1.3k | 0 | 0 | 1)
حلم حواء
( 1.3k | 0 | 0 | 1)
حرف
( 1.3k | 0 | 0 | 1)
العُصفور
( 1.3k | 0 | 0 | 1)
بالداخل شجرة
( 1.2k | 0 | 0 | 1)
كتاباتك
( 1.2k | 0 | 0 | 1)
عاقبة التعميد
( 1.2k | 0 | 0 | 1)
لا مزيد من الكليشيهات
( 1.2k | 0 | 0 | 1)
شاعر
( 1.2k | 0 | 0 | 1)
غرفة فندق
( 1.2k | 0 | 0 | 1)
جزاء
( 1.1k | 0 | 0 | 1)
اسمُكِ
( 995 | 0 | 0 | 1)
بين الرحيل والبقاء
( 987 | 0 | 0 | 1)
الغائب
( 940 | 0 | 0 | 1)
غزليّة
( 893 | 0 | 0 | 1)
نافورة ماء
( 879 | 0 | 0 | 1)
الحياةُ ملموحةً
( 875 | 0 | 0 | 1)
قرية
( 856 | 0 | 0 | 1)
حركة
( 855 | 0 | 0 | 1)
يومٌ كباقي الأيام
( 854 | 0 | 0 | 1)
لقطة
( 836 | 0 | 0 | 1)
ليليّة
( 835 | 0 | 0 | 1)
معكِ
( 832 | 0 | 0 | 1)
نسيان
( 830 | 0 | 0 | 1)
تلة النجمة
( 796 | 0 | 0 | 1)
فجرٌ أخير
( 788 | 0 | 0 | 1)
مونولوغ
( 786 | 0 | 0 | 1)
أقنعة الفجر
( 783 | 0 | 0 | 1)
الجرة المكسورة
( 773 | 0 | 0 | 1)
الشرفة
( 770 | 0 | 0 | 1)
خريف
( 764 | 0 | 0 | 1)
زيارات
( 761 | 0 | 0 | 1)
طفلة
( 752 | 0 | 0 | 1)
تهليل
( 746 | 0 | 0 | 1)
حاضر
( 730 | 0 | 0 | 1)
صِنْوان
( 730 | 0 | 0 | 1)
داخل
( 729 | 0 | 0 | 1)
عبور
( 726 | 0 | 0 | 1)