إحصائيات تقييم ترجمة ' أسامة أسعد ' لقصيدة ' عذراء ' لـ ' أوكتافيو باث '
عدد التقييمات: 0; |
معدل التقييم:
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
قيم ترجمة ' أسامة أسعد ' لقصيدة ' عذراء ' لـ ' أوكتافيو باث '
عذراء 0
مشاركة القصيدة
١-
تُغمضُ عينيها. في حدِّ ذاتها،
هي طفولةٌ وعريٌ عند أسفلِ الشجرة.
في ظلِّها يستريحُ النمرُ والثورُ.
تُعطي للنمرِ ثلاثة حملانٍ من ضباب،
وللثورِ ثلاث حمائم؛ دمٌ وريش.
لا يحب النمرُ قرابين الدخان
ولا الثورُ الحمائمَ: إنهما يريدانكِ أنتِ.
تطيرُ الحمائمُ ويطيرُ الثورُ،
وتطيرُ هي أيضًا، درب حليب عار،
في سماء داخليةٍ، مظلمة.
يتبعُها في طبقاتِ الهواءِ
خنجرٌ خبيثٌ بعينيّ قط
وأجنحةٌ صفراويةٌ مجدولةٌ. تقاومُ،
تقهرُ الثعبانَ، تقهرُ النسرَ،
وتنتصبُ واقفةً، على قرنِ القمر...
٢-
تدورُ الصبيّةُ في الفضاء.
سحبٌ تائهة، زوبعةٌ، هواء.
السماءُ فمٌ يتثاءبُ،
فمُ سمكةِ قرش، حيث تضحكُ
النجومُ، بروقًا متتاليةً.
تقتربُ، مكسوّةً بالزنبق،
تقتلعُ أسنانَ النائمِ
وترميها في الهواء الموغلِ في الأزل:
جزرًا مشعشعةً، هوتِ الأنجمُ؛
والملحُ تناثرَ على السّماط؛
جريحًا، هطلَ المالكُ الحزينُ مطرًا من ريش،
والقيثارةُ تحطَّمتْ، والمرآةُ
كالقمرِ هوَتْ شظايا.
وهوى التمثالُ. وأطرافُه
تلوَّتْ، حيّةً في التراب.
٣-
صخورٌ وبحرٌ. تحرقُ الشمسُ العجوزُ
الصخورَ التي مَرْمَرَها البحرُ.
شمسٌ من حجر، بحرٌ من حجر، لا أحد.
راكعةً، تحفرُ في الرملِ
بأظافرها المحطّمةِ، تحفرُ في الصخر.
لماذا ُتنبَشُ التماثيلُ من التراب؟
فمُ الأمواتِ ماتَ.
على البساط، تجمعُ صورَ
أُلغوزتِها اللّانهائية.
وتنقصُ دائمًا قطعةٌ واحدةٌ، واحدة فقط،
ولا أحد يعرف أين هي، خفيةٌ.
يثرثرُ الزوارُ في الصالة.
تشتكي الريحُ في حديقة الظلمات.
إنها مدفونةٌ أسفلَ الشجرة. من؟
المفتاحُ، الكلمةُ، الخاتمُ...
ولكنّ الوقتَ أصبح متأخرًا، والزوارُ قد ذهبوا،
والدتُها أسفلَ الدرجِ
شعلةٌ تتلاشى،
ويصعدُ فيضانُ الظلام
مُغرِقًا الدرجاتِ واحدةً تلو الأخرى؛
تبتعدُ الحديقة، وتبتعدُ هي أيضًا
يحملُها الليلُ...
٤-
أسفلَ الشجرة ثانية. لا شيء:
علبٌ، قطعُ زجاج ٍمحطّمة، سكينٌ،
بقايا يومِ أحدٍ مؤكسد.
يخورُ الثورُ، شمشومُ وحيدًا وجريحًا
في ذهولِ الليل الخَرِبِ.
عبر المروجِ الصفراء
يجولُ الأسدُ الأصلعُ والنمرُ البالي.
تبتعدُ عن الحديقةِ المقفرةِ
وتصلُ البيتَ عبر أزقةٍ ماطرة.
تنادي، ما من مجيب، تتقدّمُ،
لا أحد خلف الأبواب،
تذهبُ من بابٍ إلى لا أحد، تصلُ
البابَ الأخيرَ، مقفلٌ،
ذاك الذي يغلقُه الأبُ كلّ ليلة.
تبحثُ عن المفتاحِ لكنه ضاعَ،
تدقُّ وتخمشُ، تدقُّ،
طوالَ قرونٍ تدقُّ،
وكلّ قرنٍ يعلو ارتفاعُ البابِ
مع كلّ دقةٍ يزدادُ إحكامًا وقوةً .
لم تعُد تصلُه، تنتظرُ
أن يفتحَ أحدُهم، جالسةً على كرسيها الصغير.
ربّاه، افتحْ أبوابَ غيمتِكَ،
افتح ْجراحَكَ التي لم تلتئمْ
واهطلْ على نهديّ الذابلينِ مطرًا،
اهطلْ على العظامِ وعلى الصخورِ مطرًا،
ولْتَشُقَّ حبتُك اللحاءَ،
وقشرةَ دمِها المتصلِّبة.
أعِدْني إلى الليلِ الأوّلِ،
ولْأُفصَلَ عن ضلعِكَ،
كوكبًا مظلمًا يلهبُه نورُكَ.