أقنعة الفجر - أوكتافيو باث | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعر مكسيكي حاصل على جائزة ثربانتس للآداب عام 1981 وعلى جائزة نيوستات للأدب عام 1982 وعلى جائزة نوبل للآداب عام 1990 (1914-1998)


783 | 0 |




على رقعةِ الساحةِ
تتأخرُ النجومُ الأخيرةُ.
قلاعُ ضوءٍ وفيلةٌ ممشوقةٌ
تحاصرُ الملكيّاتِ الشبحيةِ.
لعبةُ شطرنجٍ عبثيةٌ، أمسِ معركةُ ملائكة!

بريقُ الماءِ الراكد حيث تطفو
أفراحٌ صغيرةٌ خضراء،
ثمرةُ الشهوةِ النتنةُ،
وجهُ قمرٍ منخورٌ ،
دقيقةُ انتظارٍ متجعدةٌ،
كلّ ما لا تستهلكه الحياةُ -
فضلات وليمةِ نفادِ الصبرِ.

يفتح المحتضرُ عينيه.
بين الستائرِ، ذرّة ُالضوء هذه
تتلصَّصُ على الذي يُكفِّرُ عنها في حشرجاته،
إنها النظرةُ التي لا تنظرُ وتنظرُ،
إنها العينُ حيث تشعشعُ الصورُ
قبل أن تنحلَّ، هاويةُ البلور،
إنه قبرُ الألماس:
المرآةُ مفترسةُ المرايا.

أوليڤيا ذات العينين الخضراوين وقيثارةِ
الشلالِ البلورية،
يدان بيضاوان على أوتارٍ خضراء -
تسبحُ عكسَ التيارِ حتى ضفةِ الاستيقاظ:
ملاءاتُ السرير، كومةُ الغسيل،
بقعُ الرطوبة على الجدار،
وهذا الجسدُ البلا اسمٍ بجانبها
يلوكُ النبؤات والضغائنَ،
وخزيَ سماء السرير.
يتثاءب الواقعُ تفاهاته،
ويتكررُ أهوالًا مبقورة.

سجين أفكاره ينسجُ
ثم يحلُّ نسيجَ قماشه بلا تبصُّر،
يحفرُ جراحاته، يتهجأُ
حروفَ اسمه ويبعثرُها،
لكنها تعودُ إلى الخراب نفسه،
ترصُّ اسمَه المفكّك.
يذهبُ من نفسه إلى نفسه،
يتوقفُ في مركزه ويصرخُ:
مَن هناك؟ وينبجسُ السؤالُ،
ينفتح،ُ زهرةً جامدةً، تبرقُ،
ينفخُ على ساقها، تحني رأسَها
وتنهارُ سكرانةً
سيفًا محطمًا على جدار.

مروضةُ البروق الشابةُ
وتلك التي تزلقُ
على حدِّ المقصلة اللمّاع؛
السيدُ الذي يهبطُ من القمر
حاملًا باقة ًعطرةً من كلمات شواهدِ القبور؛
ضحيةَ الأرقِ، تبرُدُ المرأةُ الباردةُ
صوّانَ عضوها الذي أكلهُ الحَتُّ،
الرجلُ السليمُ وصدغُه حيث يعشِّشُ
النسرُ الملكيُّ، نهمُ الفكرة الثابتة قليلُ الكلام؛
الشجرةُ ذات الأذرع الثمانية المعقودة
التي يقطعها شعاعُ الحب، يشعلُها
ويفحِّمُها في أسرَّةٍ مؤقتة؛
المدفونُ حيًا مع ألمه؛
الشابةُ الميِّتةُ التي تمارس الدعارة
وتعودُ إلى قبرها عند أول صيحة الفجر؛
الضحيةُ التي تبحث عن قاتلها،
ذاك الذي أضاعَ جسدَه، ذاك الذي أضاع ظلَّه
ذاك الذي يهرب من نفسه وذاك الذي يبحث عنها
يعذِّبُ نفسه ولا يجدُ نفسه،
كلُّهم
على حافة اللحظة أموات-أحياء،
يتوقفون. يصابُ الزمنُ بالريبة
يترنحُ النهارُ.

في سريرها الطينيِّ،
ناعسةً، تفتح البندقيةُ عينيها
وتتذكَّر:
بهاءٌ غريق...
تعبر أحصنةُ سان ماركو
صروحًا معمارية مترنحة
تنزل خضراء مسودّة حتى الماء
وترتمي في البحر نحو بيزنطة.

كتلةٌ من حجر وذهول تتهزَّزُ
بينما القليلُ من الأحياء في هذه الساعة....
ولكن الضوءَ يتقدَّمُ بخطىً واسعة
طاحنًا التثاؤبات والاحتضارات.
ابتهاجٌ، نورٌ يمزِّقُ!
يرمي الفجرُ سكينَه الأولى.






(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ أسامة أسعد)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   






دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




حجر الشمس
( 3.2k | 0 | 0 | 1)
يقين
( 2.4k | 5 | 0 | 3)
البُسْتَانُ
( 2.2k | 0 | 0 | 1)
مناجاة منتصف الليل
( 2k | 0 | 0 | 1)
الجسر
( 1.9k | 0 | 0 | 3)
جسد على مرأى
( 1.9k | 0 | 0 | 2)
فجر
( 1.8k | 0 | 0 | 2)
إلهي افتح الباب
( 1.8k | 5 | 0 | 1)
هنا
( 1.8k | 0 | 0 | 2)
جسدان
( 1.7k | 0 | 0 | 2)
جار بعيد
( 1.7k | 0 | 0 | 2)
بعينين مغمضتين
( 1.5k | 0 | 0 | 2)
لا الأرض ولا السماء
( 1.5k | 0 | 0 | 1)
ثمة زمن داخل الزمن
( 1.5k | 0 | 0 | 1)
الآخر
( 1.5k | 0 | 0 | 2)
مصير شاعر
( 1.4k | 0 | 0 | 1)
صداقة
( 1.4k | 0 | 0 | 2)
لو أن ضوء هذا المصباح حقيقي
( 1.4k | 0 | 0 | 1)
وحي
( 1.4k | 0 | 0 | 1)
عَلَى امْتِدَادِ شَارِعِ غَالْيَانَا
( 1.3k | 0 | 0 | 1)
لمسة
( 1.3k | 0 | 0 | 1)
علامة تعجب
( 1.3k | 0 | 0 | 1)
حلم حواء
( 1.3k | 0 | 0 | 1)
حرف
( 1.3k | 0 | 0 | 1)
العُصفور
( 1.3k | 0 | 0 | 1)
بالداخل شجرة
( 1.2k | 0 | 0 | 1)
كتاباتك
( 1.2k | 0 | 0 | 1)
عاقبة التعميد
( 1.2k | 0 | 0 | 1)
لا مزيد من الكليشيهات
( 1.2k | 0 | 0 | 1)
شاعر
( 1.2k | 0 | 0 | 1)
غرفة فندق
( 1.2k | 0 | 0 | 1)
جزاء
( 1.1k | 0 | 0 | 1)
اسمُكِ
( 995 | 0 | 0 | 1)
بين الرحيل والبقاء
( 987 | 0 | 0 | 1)
الغائب
( 940 | 0 | 0 | 1)
غزليّة
( 893 | 0 | 0 | 1)
نافورة ماء
( 878 | 0 | 0 | 1)
الحياةُ ملموحةً
( 875 | 0 | 0 | 1)
قرية
( 856 | 0 | 0 | 1)
حركة
( 855 | 0 | 0 | 1)
يومٌ كباقي الأيام
( 853 | 0 | 0 | 1)
لقطة
( 836 | 0 | 0 | 1)
ليليّة
( 835 | 0 | 0 | 1)
معكِ
( 832 | 0 | 0 | 1)
نسيان
( 830 | 0 | 0 | 1)
تلة النجمة
( 796 | 0 | 0 | 1)
فجرٌ أخير
( 788 | 0 | 0 | 1)
مونولوغ
( 786 | 0 | 0 | 1)
الجرة المكسورة
( 772 | 0 | 0 | 1)
الشرفة
( 770 | 0 | 0 | 1)
خريف
( 764 | 0 | 0 | 1)
عذراء
( 762 | 0 | 0 | 1)
زيارات
( 761 | 0 | 0 | 1)
طفلة
( 752 | 0 | 0 | 1)
تهليل
( 746 | 0 | 0 | 1)
حاضر
( 730 | 0 | 0 | 1)
صِنْوان
( 730 | 0 | 0 | 1)
داخل
( 729 | 0 | 0 | 1)
عبور
( 726 | 0 | 0 | 1)