حيث تحفرُ الريحُ - إيف بونفوا | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعر فرنسي حاصل على جائزة الإكليل الذهبي عام 1999 وجائزة الأركانة العالمية عام 2013 (1923-2016)


1003 | 0 |



١

يُقال إن إلهًا بحثَ
فوق المياه الموصدَةِ
مثل طيرٍ جارحٍ يريدُ
فريستَه القصيَّةَ

وبصرخةٍ مُرَدَّدةٍ
مبحوحةٍ، مقفرةٍ
خلقَ الزمنَ الذي يلتمعُ
حيث تتجوّفُ الموجةُ.

يغطي الليلُ النهارَ
ثم ينسحب،
يتدفَّقُ زبدُه ويجتاحُ
الأحجار هنا.

ما الله،
إن لم يكن له
سوى الزمن تحفةً،
هل أرادَ الموتَ
لعجزه عن الولادةِ؟

كانت معركتُه ضدّ الغياب
بلا جدوى.
رماه بالشبكة،
فأمسَك الغيابُ السيف.

٢

لكنّ البرق يبقى
فوق العالمِ
كما على مخاضة النهر، يبحثُ
من حجرٍ إلى حجر.

هل الجمال
لم يكن إلّا حلمًا،
وجهَ الضوءِ
المغمضَ العينين؟

كلا، بما أن له فينا انعكاسًا،
وأنه الشعلة
التي تسبح عاريةً
في الحطب الميت.

هو الجسدُ المتَّقِد

في مرآة

كما تشبُّ النارُ، فجأةً،

في دائرة من الأحجار.

ولكلمة الفرح معنىً
رغمَ الموتِ
هنا حيث تحفرُ الريحُ
هذه الجمرات المضيئة.

٣

غرورُ النهارات
التي تذهب نحو الفجر
بالإبهارِ
في السماء الليلية.

السيفُ، الشبكةُ
ليسا غير يدٍ
تحضنُ بسلامٍ
العنقَ الصامت.

الروحُ، منوَّرةٌ،
مثل سبّاحٍ
يرمي بنفسه، فجأةً،
تحت الضوء

وعيناه مغمضتان
جسدُه عارٍ،
فمُه يريدُ الملحَ
لا اللغة.






(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ أسامة أسعد)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   





الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.