هذي الفطنة العجولة التي ليست إلا تعرفُ
مشوشة، وعمياء،
وبارزة كأنف،
وتحاول أن تجسّ الفوارقَ أبداً: الوردة
التي تتفتح في الوردة
التي تتفتح في السديم،
جغرافيتها
أسرع من تاريخها.
أعيش فيها، وهي تعيش فيّ، أغشاها، وأرثها،
فأنا التي تهمّ بها حتى...
وهذه حافة شاطئها: حافة القارة، حافرة الفكرة كلها،
تصبح الصخور المسننة زبداً،
حيث تتدلى السماء وطيئة في كل يومٍ لتصيد الأسماك لنا.
يتوجّب أن تحتدم، يقولون،
ولكنك تراها تلتهمُ
الصخور العظمية،
وإهابها – الضباب يجعل كل شيء
بعضاً من نفسها حتى
أصير السمكة التي أكلت السمكة التي أكلت السمكة الأصغر،
في الفكرة
في الفكرة المتأخرة؛
سابحة في العالم الواحد صماّء،
ملوّحة بالوداع إلى المحرّك،
السمكة التي لا تستطيع أن تسمعَ
نفسَها وهي تسبح، أن تسمع ترنيمها في الماء
سابحة في هذا الآخر كما
تظل الوردة التي في داخل الوردة تتفتح؛
ثم يظل هذا الآخر
حيث هو، وردة كاملة،
لأنني قد نهشتها
من السماء،
لأني ارتدتها
رؤية أخرى، أشدّ.






(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ تحسين الخطيب)

---