[أرحتُ يدي فوقَ ساقيكِ العاريتينِ] - إيغيتو غونسالفيش | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعر برتغالي (1920-2001)


612 | 0 |




أرحتُ يدي فوقَ ساقيكِ العاريتينِ، فجاءني عطرُ الياسمينِ مهدّءًا أرقَ الأيامِ المتوحدةِ، أتقهقرُ فِيَّ كبيضةٍ تشعرُ بالمكانِ من حيثُ هي الحرارةُ، في صدى التحديقةِ التي تعبُرني، والتي أفسّرها بذرةَ فرحٍ. هكذا، عزلتُنِي عن أصواتِ الأصيلِ، وزفرتُ شمسَ الدواخلِ التي تجلبينها إليَّ؛ شمسَ قدّاساتٍ تنسلُّ بمكرٍ في شقوقِ الذي ظننته الصحراءَ وفي صدوعهِ.

*
أُرتّبُ وجهكِ في الطبيعةِ هذهِ، أراهُ ينسلُّ بتنويعاتٍ إلى حيثُ النغمُ السيّارُ، متأمّلًا سببَ الوجودِ التامِّ الذي يتركُ نفسَهُ في النضارةِ والضحكاتِ بينَ الصنوبرِ والحَوْرِ والبيوتِ الريفيةِ . . . في مثلِ هذي الطبيعةِ، تهربُ السنينُ أمامي: أتأملُ، بحنينٍ، ما تعنيهِ التحليقةُ هذهِ، في الصدعِ المتعاظمِ بينَ ما تدركهُ العيونُ وما صارَ يخافُهُ للتوِّ الجسدُ. أدينُ لذلكَ الوجهِ بهذا الوعي، والذي منهُ هذا الألمُ. كيفَ لا أعشقُ الآنَ تلكَ النافذةَ، وذلكَ الجسدَ الذي يأخذُ مكانَهُ، وفي ومضةِ ضوءٍ يبدّدُ القميصَ القطنيَّ النازفَ للتوِّ في الأفقِ؟





(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ تحسين الخطيب)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)