[شرعتِ العناكبُ في الذهابِ معَ الريحِ] - و. س. ميروين | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعر ومترجم أمريكي حاصل على جائزة البوليتزر للشعر عامي 1971 و 2009 وعلى جائزة الإكليل الذهبي عام 2005، تميز شعره بجرأة التجريب في الأوزان والشكل الشعري والسردية غير المباشرة (1927-2019)


785 | 0 |




شرعتِ العناكبُ في الذهابِ معَ الريحِ في حجّها. كانَ للعناكبِ آنئذٍ مجدُ الكائناتِ الخفيّةِ― أكثرُ رقّةً من الزجاجِ، أخفُّ من الماءِ، وأنقى من الثلجِ. حتّى إنّ البرقَ قد قالَ خيرًا عنها، ثمّ بدتْ كما لو تستطيعُ الذهابَ إلى أيّ مكانٍ. ولكنّها كلّما ارتحلتْ بينَ البردِ والحرِّ، ظهرت فيها الشّقوقُ، ظهرتْ في أوصالها، فكفّت عن الترحالِ، كأنْ توجّبَ عليها ذلكَ، أنْ تتركَ صحبةَ الريحِ لبرهةٍ وتظلَّ في مكانٍ واحدٍ حتّى تتعافى، أن تتحرّكَ بحذرٍ، تختبئَ، ولا تثق بأيِّ شيءٍ. لم يمضِ وقتٌ طويلٌ قبلَ أن تكفَّ عن محاولةِ أن تصبحَ كاملةً من جديدٍ، فشرعتْ، عوضًا عن ذلكَ، في ترميمِ الهواءِ. لا الموتُ ولا الحياةُ― قالتْ― يستطيعانِ التسلّلَ من خلالهِ ثانيةً.
ثمّ كانت في مراتبِ الغبارِ― صانعة الأشباحِ.
لم تُخْطِئْهمُ الرّيحُ مرّةً. وكانتْ لا تزالُ الغيومُ.





(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ تحسين الخطيب)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   






دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: