البَاصُ الأَخِير - مارك ستراند | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعر ومترجم ومقالي أمريكي كندي حاصل على جائزة البوليتزر للشعر عام 1999، غلب على قصائده استخدام اللغة الصرفة والبناء اللغوي المتين من دون قافية أو وزن (1934-2014)


1209 | 0 |





إنَّها عتمَةْ..
مَطَرٌ خَفِيفٌ يُبلِّلُ الطُّرُقاتْ.
لا شيءَ يتحرَّكُ في
متنزِّهِ لُوتَا..

يتدلَّى النَّخيلُ على العُشبِ
المتلبِّدِ
والشُّجيراتُ الكثيفةُ،
المحزومةُ في رُزُمٍ
تتلاطمُ بجوارِ الأَرصفةْ.
العالمُ بعيدُ المنَالْ.

أشباحُ السَّابحينَ تنهضُ ببطءٍ من
الزَّبدْ،
وتنعطفُ عَالياً في الرَّزَازْ.
يمشونَ على الشَّاطئِ
وأَعيُنهم تتَّقِدُ كالنُّجومْ.
وريو تنامْ:
البحرُ حُلمٌ


فيهِ تموتُ وتولدُ مِنْ جديدْ.

البَاصُ يُسرِعْ
غيمةٌ بنفسجيَّةٌ تتبدَّى في
استِفَاقَتِهَا.
تبدأُ سَاقَايَ في الارتعاشْ.

رئتايَ تمتلئانِ بالبُخارْ.
عرقٌ يغطِّي وجهيْ،
ويسَّاقطُ على صَدريْ.
عُنقي وكتِفَايَ تُؤْلِمانِيْ.

لستُ متأكِّداً حتَّى مِنْ يقظتيْ
أُمسِكُ بالحافَّةِ السَّاخنةِ
للمِقعَدْ.

يبتسمُ السَّائِقْ.
بِنطَالهُ مرفوعٌ فوقَ ركبتيهْ،
ربلَتَاهُ العاريتانِ تلمعانِ في
الحَرّ.





امرأةٌ تُحَاولُ تعزيتيْ،
تضعُ يدَها تحتَ قميصيْ،
وتكتبُ أسماءَ أزهارٍ عَلى ظهريْ.

تنُّورتها سودَاءَ،
وعلى ركبتيهَا رسمٌ لجمجمةٍ صغيرةٍ
وعظامٍ متصالبةْ.
هناكَ حديقةٌ في عينيها،
حيثُ صفوفٌ مِنْ شواهدَ بيضاءَ شاحبةٍ
تزحمُ الهواءْ.
وأناسٌ يقفونَ ملوِّحينَ بالوَدَاعْ.

أُحِسُّ كأنِّي هُنَاكْ.
المرأةُ تهمسُ عبرَ أسنانها،
وتضعُ شفتيها على خدِّيْ.
يلتفتُ السَّائقْ.
عيناهُ مغلقتانْ،
ويمشِّطُ شعرهُ للوراءْ.
يخبرنيْ أنْ أكُونَ شجاعاً.




أحسُّ بضرباتِ قلبي تخفتُ كلَّما
تحدَّثْ.
تقبِّلني المرأةُ من جديدْ.
يصطكُّ فكُّها،
وأنفاسُها تلتصقُ بعنقي مثلَ غِشَاوةْ.

ألتفتُ نحوَ الزُّجاجِ المشروخِ
للنَّافذةْ
مُبلَّلاً بالمطَرْ.
تُرىْ أينَ كُنتْ؟
ألتفتُ صوبَ ريو،
لم يعدْ شيءٌ مثلما كانْ.

المسيحُ الذي كان واقفاً
في بركةٍ من أنوارِ المصابيحِ،
عالياً على ربوتهِ
توارَى عن الأبصَارْ.

الخليجُ أسودْ.
والمدينةُ السَّوداءُ تغرقُ في ضريحها،
ولنْ أعودَ ثانيةً..





(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ أنس مصطفى)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   






دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




أكل الشعر
( 2.6k | 0 | 0 | 6)
كتيّب الشعر الجديد
( 2.4k | 0 | 0 | 5)
رجل وجمل
( 1.9k | 0 | 0 | 3)
تنفـّس
( 1.8k | 0 | 0 | 1)
النّهاية
( 1.6k | 0 | 0 | 3)
التخلي عن نفسي
( 1.6k | 0 | 0 | 2)
مطلع النور
( 1.6k | 0 | 0 | 2)
مرثية إلى أبي
( 1.5k | 0 | 0 | 1)
البقايا
( 1.5k | 0 | 0 | 2)
حفظ النظام كله
( 1.5k | 0 | 0 | 2)
اسمي
( 1.4k | 3 | 0 | 1)
قصَّةُ حَيَوَاتِنَا
( 1.4k | 0 | 0 | 1)
أمٌ وابن
( 1.3k | 5 | 0 | 1)
2032
( 1.3k | 0 | 0 | 1)
وصفات للنسيان
( 1.3k | 0 | 0 | 1)
قصيدة الكلب العظيم 1
( 1.2k | 0 | 0 | 1)
الوصول الغامض لرسالة غير اعتيادية
( 1.2k | 0 | 0 | 1)
ساعة
( 1.1k | 0 | 0 | 1)
قصيدة الكلب العظيم رقم 2
( 1.1k | 0 | 0 | 1)
وزير الثقافة يحقق أمنيته
( 1.1k | 0 | 0 | 1)
السر والعزلة في توبيكا
( 1.1k | 0 | 0 | 1)
بحر أسود
( 1k | 0 | 0 | 1)
خرائط سوداء
( 937 | 0 | 0 | 2)
مرثيَّة إلى والدي
( 851 | 0 | 0 | 1)
يُمْكِنُكَ دائِماً أنْ تَصِلَ إلى هُنَاكَ من هُنَا
( 842 | 0 | 0 | 1)
الطَّريقُ الَّذي في آخِرِ العَالَم
( 826 | 0 | 0 | 1)
تَلامِيذُ ما لا يُوصَفْ
( 627 | 0 | 0 | 1)
ادفِنْ وجهكَ في يديكْ
( 626 | 0 | 0 | 1)
لا أحدَ يعرفُ ما هوَ معروف
( 616 | 0 | 0 | 1)
الفستان
( 595 | 0 | 0 | 1)
مِن الحَفلِ الطَّويلِ المُحْزِن
( 587 | 0 | 0 | 1)
أَسْطُرٌ لِشِتَاء
( 575 | 0 | 0 | 1)
قد وقَعَ ما كنا نخشاه
( 379 | 0 | 0 | 1)
سبع قصائد
( 313 | 0 | 0 | 1)
أن نصلَ هذا المآل
( 304 | 0 | 0 | 1)