ضلالة - نيكن أفيفا | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعرة إندونيسية شابة، تهوى الترحال وحيدة، والاستماع لقصص الناس لتكتب بدورها قصتهم (1998-)


963 | 0 |




تضيعني الحيرة أحيانًا، الحد الفاصل بين الواقع والخيال غائم. شيئٌ لم يتغير، إلا أن كل شيء ليس كما كان.

قلتَ إنكَ لا تستطيع أن تحبني.
إنكَ حاولتَ.
ولم تستطع.

لم أفهم ذلك.. بدا الأمر وكأنك تتكلم لغةً أخرى. كررت كلماتك في رأسي:

"لا أستطيع أن أحبكِ"
"لا أستطيع أن أحبكِ"
"لا أستطيع أن أحبكِ"

كل مرة، كنت أشعر بقلبي يهبط نحو الأعمق في هاوية مظلمة.

لكن، ها أنا مجددًا. أواصل الوقوع في الفخ نفسه.

كل ما نفعله الآن، نفعله من وراء الستائر.. لا شيء لنظهره، لا شيء جدير بالكشف عنه. أتمسك بشدة بالأوقات التي نمضيها معًا- كأنني أهرب من الحقيقة الخانقة. رغم أنني، فعليًا، لم أتخذ أية خطوة.

"توقفي عن حبه"
"توقفي عن حبه"
"توقفي عن حبه"

أقولها لنفسي مرات لا تحصى.

لكن، في كل مرة تحدق فيها هاتان العينان العسليتان عميقًا في عيني البنيتين الداكنتين الذابلتين، أشعر وكأنك تسحبني داخلك ثانية. أخشى أنه لا مخرج..

سألته يومًا "لماذا لا تحبني"؟

نظر نحوي رافعًا أحد حاجبيه، ثم استهل قائلًا "سبق وأخبرتكِ..". قاطعته: قلتَ إنكَ لا تعرف، هذه الإجابة لا أريدها.
لذا لماذا؟
لماذا لا تستطيع أن تحبني؟

حدق في وجهي وكأنما يحاول تكوين جملة متماسكة. انتظرتُ، عيناي ملتصقتان بالأرض.. أخشى أن ألمح نظرة عابرة من زوج العيون الجميل هذا.

أخذ نفسًا عميقًا وأجاب "لأنكِ لم تكوني على بالي دائمًا، كنتِ هناك أحيانًا كثيرة، لكن ليس بما يكفي. عندما تحب شخص ما، هو أو هي يكون هناك طوال الوقت، حتى وإن كنتَ منشغلًا. للأسف..". وسكتَ.

مرة أخرى، كان هذا مؤلمًا. وكأنه ينكز جرحي حديث الالتئام بعصى. لم يشف تمامًا بعد، وهو يزيد وضعه سوءًا. إعادة فتح الجروح التي حاولت باستماتة مداواتها.

كان مؤلمًا معرفة أنني لست أولويته، أنني لم أكن دائمًا في باله، كما كان بالنسبة لي.

أخذ يدي مربتًا عليها بلطف "لو أن هذا يزعجك، أقترح أن نمضي، من الآن فصاعدًا، كل في طريقه. ليس علينا أن نخوض في هذا ثانية".

نظرت إليه وكأنه مجنون "بالطبع، يمكننا فعل هذا، لكن الفكرة لا تروقني".

نظر إلي مرتبكًا "لماذا"؟

"أتذكر، قلتَ لي إن الأمر يبدو وكأن كل شخص في حياتك يتعمد أن يهجرك؟
رغم أنني أعرف أن قطع كل صلة بيننا سيكون مؤلمًا جدًا لي، إلا أنني أهتم لأمرك كثيرًا، لا أريد أن أفعل ما فعله الآخرون معك. أرفض أن أبتعد عنك".

هذه الحقيقة، جزء مني يريد البقاء - فقط - ليثبت أنني لست مثل أي شخصًا آخر في حياته. لن أتركه، ولا بأس من بعض تعلق عاطفي، ربما يومًا ما يدرك أنني الشخص المناسب، ويعود إليّ راكضًا.

لكنني، عرفت ما هو أكثر؛
الحب يمكن أن يدفعك لارتكاب أفعال خارج سيطرتك، إنه يخدعك.

اعتقدت في نفسي أنني أساهم في سعادته..
كان ذلك في مقابل سعادتي.







(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ ضي رحمي)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (2)   





الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.