كُلُّ أربع سنوات تولد شاعرة منتحرة - فرانسيسكو أوذيل | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعر وروائي وقاص نيجيري، عُرِف باستخدامه للواقعية السحرية في كتاباته لرصد معاناة شعبه من الاستبداد والفوضى، وتوقه إلى الحرية. (1959-)


787 | 4 | 3



(إلى سكستون - بلاثأليخاندرا بيثارنيك)
(مواليد 1928-1932-1936)

كُلُّ أربعِ سنواتٍ
يُديرُ الموتُ مفتاحَ فرنِ الغازِ في المطبخِ
وَيَستلقي على الأَريكةِ يُدَخِّنُ سيجارتهُ
وينتظرُ،

أحياناً أُخرى يُديرُ مُحَرِّكَ سيَّارةٍ مركونةٍ في كراجٍ صادحاً بأغنيةِ
”كرسي في السماء"
مُعتقداً أنَّ قليلاً من الجازِ لن يوقظَ العرائسَ التي فَرَغَتْ من زينتها للتَّوِّ

كلُّ أربعِ سنواتٍ
يتناولُ الموتُ حُبوبَ المُهدِّئاتِ
ويحدثُ أن يزيدَ الجُرعةَ قليلاً فلا يستيقظُ بَعدها أبداً،
ينامُ دونَ حُزْنٍ أو وجعٍ أو تَشَنُّجٍ.

بعدَ أربعِ سنواتٍ يستيقظُ الموتُ في عينيه حُزنٌ مُعتَّقٌ،
يَرقُبُ المساءاتِ الحمراءَ من النَّافذةِ،
ويتمتمُ: أحدٌ ما يناديني،
يُغلق عينيه بِمرارةٍ.

أُشفقُ على الموتِ
تقاسيمُ وجههِ النَّحيلِ الأبيضِ المُتعبِ تَفضحُ مَلَلَهُ من الشَّاعراتِ المنتحراتِ خنقاً.

أعرفهُ قليلاً،
يصعبُ أن أمحوَ من ذاكرتي
جنازَتَهُ الرَّسميَّةَ
وقد شوهِدَ مُؤخراً يَستنشقُ هواءً مُنتحراً.

كُلُّ أربعِ سنواتٍ تَحمرُّ عيناهُ
كان قد بكى، نعلم ذلك ونصمتُ
نعلمُ أيضاً أنَّهُ لم يُولَد من رَحْمٍ ولم يَكن من لَحمٍ ودمٍ
كان يُفَتِّشُ في الأرحامِ
وتَنْقَضُّ أصابِعُهُ الباردةُ النَّحيلةُ على أوَّلِ حَبْلِ سُرَّةٍ يراهُ،
ولذلك تولد كُلُّ أربعِ سنواتٍ طفلةٌ ميِّتةٌ.





(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ غدير أبو سنينة)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   






دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: