مطر شديد سوف ينهمر - بوب ديلان | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعر وكاتب أغان أمريكي حاصل على جائزة نوبل للآداب عام 2016 (1941-)


2119 | 0 |




آهِ، أينَ كنتَ يا ولدي، يا ذا العينينِ الزرقاوينِ؟
آهِ، أينَ كنتَ، يا صغيريَ الحبيبَ؟
لقد زلّت بِيَ الخُطى على طرفِ اثني عشرَ جبلًا لفّها السّديمُ،
ولقد مشيتُ ولقد زحفتُ على ستِّ طرُقٍ سريعةٍ ملتويةٍ،
ولقد خطوتُ في جوفِ سبعِ غاباتٍ حزينةٍ.
ولقد كنتُ في الخارجِ أمامَ اثني عشرَ محيطًا ميّتًا،
ولقد هويتُ ألفَ ميلٍ في فمِ مقبرة.
وإنّهُ لمطرٌ شديدٌ، مطرٌ شديدٌ، شديدٌ، شديدُ
مطرٌ شديدٌ سوفَ ينهمرُ.
*
آهِ، وما الذي رأيتَهُ يا ولدي، يا ذا العينينِ الزرقاوينِ؟
وما الذي رأيتَهُ، يا صغيريَ الحبيبَ؟
رأيتُ طفلًا وُلدَ للتوِّ وذئابٌ وحشيّةٌ مِن حولهِ،
رأيتُ طريقًا سريعًا مِن ألماسٍ ولا أحدَ فيها؛
رأيتُ غصنًا أسودَ يقطرُ الدمُ منهُ ولا يكفُّ،
رأيتُ غرفةً تعجُّ برجالٍ داميةٌ مطارقهم،
رأيتُ سُلّمًا يغطّيهِ عن بكرةِ أبيهِ الماءُ،
رأيتُ عشرةَ آلافِ ثرثارٍ مبتورةٌ ألسنتهم،
ورأيتُ مسدّساتٍ وسيوفًا قاطعةً في أيدي أطفالٍ صغارٍ.
*
وماذا سمعتَ يا ولدي، يا ذا العينينِ الزرقاوينِ؟
وماذا سمعتَ، يا صغيريَ الحبيبَ؟
سمعتُ هزيمَ رعدٍ، هدَرَ بالنّذيرِ
سمعتُ هديرَ موجةٍ تستطيعُ أن تغرقَ العالمَ كلّهُ
سمعتُ مئةَ طبّالٍ كانتْ أياديهمُ تتّقدُ
سمعتُ عشرةَ آلافِ همسةٍ ولا أحدَ ينصتُ
سمعتُ شخصًا يجوعُ، سمعتُ خلقًا كثيرًا يضحكون
سمعتُ نشيدَ شاعرٍ ماتَ في الأخدودِ
سمعتُ صوتَ مهرّجٍ بكى في الزّقاقِ
وإنّهُ لمطرٌ شديدٌ، مطرٌ شديدٌ، شديدٌ، شديدُ
مطرٌ شديدٌ سوفَ ينهمرُ.
*
آهِ، ومن قابلتَ يا ولدي، يا ذا العينينِ الزرقاوينِ؟
من قابلتَ، يا صغيريَ الحبيبَ؟
قابلتُ طفلًا صغيرًا قربَ مهرٍ ميّتٍ
قابلتُ رجلًا أبيضَ كانَ يُنزّهُ كلبًا أسود
قابلتُ صبيّةً كانَ جسدها يحترقُ
قابلتُ فتاةً، أعطتني قوسَ قزحٍ
قابلتُ رجلًا كانَ مطعونًا بِحُبٍّ
قابلتُ رجلًا آخرَ كانَ مطعونًا بحقدٍ
وإنّهُ لمطرٌ شديدٌ، مطرٌ شديدٌ، شديدٌ، شديدُ
مطرٌ شديدٌ سوفَ ينهمرُ.
*
آهِ، وماذا سوفَ تفعلُ الآنَ، يا ولدي، يا ذا العينينِ الزرقاوينِ؟
آهِ، وماذا ستفعلُ الآنَ، يا صغيريَ الحبيبَ؟
إنّني عائدٌ فالمطرُ قد راحَ ينهمرُ
سوفَ أمشي إلى أعماقِ الغابةِ السوداء الأعمقِ
حيثُ الخلقُ كثيرونَ وأيديهم فارغةٌ كلّها
حيثُ خردقُ السمِّ يطغوْ مياههم
حيثُ البيتُ في الوادي يقابلُ السجنَ القذرَ الرّطب
حيثُ وجهُ الجلّادِ محتجبٌ على الدوامِ تمامًا
حيثُ الجوعُ بشعٌ، حيثُ الأرواحُ منسيّةٌ
حيثُ الأسودُ هُوَ اللّونُ، وحيثُ العدَمُ هُوَ الرقمُ
ولسوفَ أقصُّ كلَّ شيءٍ وأفكّرُ فيهِ وأحكيهِ وأتنفسّهُ
وأعكسهُ من فوقِ الجبلِ حتى تستطيعَ كلُّ الأرواحِ أن تراهُ
ثمّ سأقفُ على المحيطِ حتى أبدأ في الغرقِ
ولكنّني سوفَ أعرفُ نشيديَ جيدًا قبلَ أن أبدأَ في الغناءِ
وإنّهُ لمطرٌ شديدٌ، مطرٌ شديدٌ، شديدٌ، شديدُ
مطرٌ شديدٌ سوفَ ينهمرُ.






(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ تحسين الخطيب)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (1)   

- آه، أين كنت يا ولدي ذا العينين الزرقاوين؟ أين كنت يا ولدي الحبيب؟
- تعثرتُ على سفوح اثني عشر جبلاً ضبابيا.
مشيتُ وزحفتُ على ستة طرق مهترئة.
خطوتُ وسط سبع غابات حزينة.
وقفت بوجه دزينة بحار ميتة.
نزلتُ عشرة آلاف ميل في فم مقبرة.
فعرفتُ أن مطرًا غزيرًا – مطرًا مرعبًا – سوف يهطل!

- ماذا رأيت يا ولدي ذا العينين الزرقاوين؟
ماذا رأيت يا ولدي الحبيب؟
- رأيتُ طفلا وُلِدَ للتو محاطًا بذئاب متوحشة.
رأيتُ طريقًا من الجواهر لا أحد يمشي عليه.
رأيتُ غصنًا أسود يتقطر منه الدم.
رأيتُ غرفة ممتلئة برجال يحملون فؤوسًا تنزف.
رأيتُ سُلّمًا أبيض غارقًا في الماء.
رأيتُ عشرة آلاف متكلم بألسنةٍ مقطوعة.
رأيتُ بنادق وسيوفًا حادّةً في أيدي أطفال.
فعرفتُ أن مطرًا غزيرًا – مطرًا مرعبًا – سوف يهطل!

- ماذا سمعتَ يا ولدي ذا العينين الزرقاوين؟
ماذا سمعتَ يا ولدي الحبيب؟
- سمعتُ صوت الرعد يجلجل بلا إنذار.
سمعتُ هدير موجةٍ قادرةٍ على إغراق العالم.
سمعتُ مئة طبّال يقرعون بأيدٍ تتلظى.
سمعتُ عشرة آلاف يهمسون ولا أحد يصغي.
سمعتُ شخصًا واحدًا يتضور جوعًا وسمعتُ كثيرين يضحكون.
سمعتُ أغنيةً لشاعرٍ مات على ناصية الرصيف.
سمعتُ مهرجًا يبكي في نهاية الزقاق.
فعرفتُ أن مطرًا غزيرًا – مطرًا مرعبًا – سوف يهطل!

- بمن التقيتَ يا ولدي ذا العينين الزرقاوين؟
بمن التقيتَ يا ولدي الحبيب؟
- التقيتُ بطفل صغير جنب لعبة ميتة.
التقيتُ برجل أبيض يسير مع كلب أسود.
التقيتُ بامرأةٍ شابةٍ جسدها يحترق.
التقيتُ بفتاةٍ صغيرة أعطتني قوس قزح.
التقيتُ برجل جَرَحَهُ الحب.
التقيت برجل آخر جَرَحتْهُ الكراهية.
فعرفتُ أن مطرًا غزيرًا – مطرًا مرعبًا – سوف يهطل!

- آهٍ، وماذا ستفعل الآن يا ولدي ذا العينين الزرقاوين؟
ماذا ستفعل يا ولدي الحبيب؟
- سأتراجع قبل أن يهطل المطر.
سأسير في أعماق أعمق غابة سوداء.
حيث هناك كثير من الناس بأيدي فارغة.
حيث كرات السموم تُغرق المياه.
حيث يلتقي بيت الوادي بالسجن القذر.
حيث وجوه منفذي الإعدامات ملثمة.
حيث قُبح الجوع، والأرواح منسية.
حيث السواد هو اللون الوحيد، والعدم هو الرقم الوحيد.
هناك سوف أبوح باكتشافي، أفكر به، أقوله، أتنفسه.
وأعكسه من أعالي الجبال لعل الأرواح تراه.
وبعدها سأقف على المحيط حتى أبدأ بالغرق.
لكنني سأكون على معرفة حقيقية بأغنيتي قبل أن أبدأ بالغناء:
عرفتُ أن مطرًا غزيرًا – مطرًا مرعبًا – سوف يهطل!
عرفتُ أن مطرًا غزيرًا – مطرًا مرعبًا – سوف يهطل!



(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ محمد البغدادي)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ( 0)   

كتبها وغناها بوب ديلان عام 1963 ( بمناسبة أزمة الصواريخ الكوبية )

آه ، أينَ كنتَ ، يا ولدي ذا العينين الزرقاوين ؟
آه ، أين كنتَ ، يا فتايَ العزيز ؟

كنتُ أتعثر ُ جنبَ الجبال الإثنيْ عشرَ التي يكسوها السَّديم ،
مشَيْتُ ، زحفتُ في ستِّ طرقٍ ملتوية ،
وضعتُ قدمي في وسط سبعِ غاباتٍ حَزانى ،
كنتُ أمامَ اثنيْ عشرَ محيطاً مَيِّتاً ،
كنتُ عشرةَ آلافِ ميلٍ في فم مقبرة ،
وإنَّه لَشديد ، وإنَّه لشديد ، إنَّه شديد ، إنَّه شديد ،
وإنَّ مطراً شديداً سيأخذ في السّقوط .

آه ، ما الذي رأيتَ ، يا ولدي ذا العينين الزرقاوين ؟
آه ، ما الذي رأيتَ ، يا فتايَ العزيز ؟

رأيتُ طفلاً وُلدَ حديثاً يحيط به إثنا عشرَ ذئباً وحشياً ،
رأيتُ طريقاً من الماس خاليةً من الناس ،
رأيتُ غصناً أسودَ بدم تُرِكَ يقطر منه ،
رأيتُ غرفةً ملأى برجال مع مطارقَ يسيل منها الدّم ،
رأيتُ سلَّماً أبيضَ يغطيّه الماء ،
رأيتُ عشرةَ آلافِ متكلِّم ٍوألسنهم كلّها مقطوعة ،
رأيتُ بنادقَ وسيوفاً حادة في أيدي صِبْيَة صغار،
وإنَّه لَشديدٌ ، وإنه لشديد ، إنه شديد ، إنه شديد ،
وإنَّ مطراً شديداً سيأخذ في السّقوط .

آه ، ما الذي سمعتَ ، يا ولدي ذا العينين الزرقاوين ؟
آه ، ما الذي سمعتَ ، يا فتايَ العزيز ؟

سمعتُ صوتاً لرعدٍ يهدر إنذاراً ،
سمعت هديرَ موجةٍ يمكن أن تغرِقَ الدّنيا كلّها ،
سمعتُ مئةَ طبّالٍ وأيديهم تتوهّج لهباً ،
سمعتُ عشرةَ ألافِ همسةٍ ولا أحدَ يُصغي ،
سمعتُ شخصاً جائعاً وأناساً كثراً يضحكون ،
سمعتُ أغنيةً لشاعر مات في المجرى ،
سمعتُ صوتاً لمهرِّج هو مَن صرخ في زقاق طويل ،
وإنَّه لشديد ، وإنَّه لَشديد ، إنه شديد ، إنه شديد ،
وإنَّ مطراً شديداً سيأخذ في السّقوط .

آه ، ومن لقيتَ ، يا ولدي ذا العينين الزرقاوين ؟
آه ، ومن لقيتَ ، يا فتايَ العزيز ؟

لقيتُ صبيّاً يافعاً بجنب فِلو ميِّت ،
لقيتُ رجلاً أبيضَ كان يُسيِّرُ كلباً أسودَ ،
لقيتُ امرأةً شابةً بجسد يحترق ،
لقيتُ فتاةً صغيرةً أعطتني قوسَ قزح ،
لقيتُ رجلاً هو مَن جُرح بحُبّ ،
لقيت رجلاً آخرَ هو مَن جُرح بكراهية ،
وإنَّه لَشديد ، وإنَّه لشديد ، إنه شديد ، إنه شديد ،
وإنَّ مطراً شديداً سيأخذ في السّقوط .

آه ، ما الذي ستفعل ، يا ولدي ذا العينين الزرقاوين ؟
آه ، ما الذي ستفعل ، يا فتايَ العزيز ؟

أنا عائد قبل أن يبدأ المطر بالسّقوط ،
سأمشي إلى أغوار الغابة السَّوداء الأشدِّ عمقاً ،
حيث الناسُ كثرٌ وأيديهم خالية ،
حيث حبوبُ السّمِّ تغمُرُ مياهَهم ،
حيث البيتُ في الوادي يلتقي السّجنَ الرطبَ القذر ،
حيث وجهُ الجلاّد مخفيٌّ ببراعة دوماً ،
حيث الجوعُ بشع ٌ، حيث الأرواح ُ منسيَّة ،
حيث الأسودُ هو اللون ، حيث اللاشيء هو العدد ،
ولسوف أقوله ، وأفكر فيه ، وأتكلَّم عنه ، وأتنفسّه ،
وأعكسه من الجبل حتى تستطيعَ كلّ ُ الأرواح رؤيتَه ،
ثم أقف على المحيط حتّى آخذَ في الغرق ،
ولكنْ سوف أعرف أغنيتي جيداً قبل أن أبدأَ الغناءَ ،
وإنَّه لَشديد ، وإنَّه لَشديد ، إنه شديد ، إنه شديد ،
إنَّ مطراً شديداً سيأخذ في السّقوط .



(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ بهجت عباس)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ( 0)   


A Hard Rain's A-Gonna Fall


Oh, where have you been, my blue-eyed son?
Oh, where have you been, my darling young one?
I've stumbled on the side of twelve misty mountains
I've walked and I've crawled on six crooked highways
I've stepped in the middle of seven sad forests
I've been out in front of a dozen dead oceans
I've been ten thousand miles in the mouth of a graveyard
And it's a hard, and it's a hard, it's a hard, and it's a hard
And it's a hard rain's a-gonna fall
Oh, what did you see, my blue-eyed son?
Oh, what did you see, my darling young one?
I saw a newborn baby with wild wolves all around it
I saw a highway of diamonds with nobody on it
I saw a black branch with blood that kept drippin'
I saw a room full of men with their hammers a-bleedin'
I saw a white ladder all covered with water
I saw ten thousand talkers whose tongues were all broken
I saw guns and sharp swords in the hands of young children
And it's a hard, and it's a hard, it's a hard, it's a hard
And it's a hard rain's a-gonna fall
And what did you hear, my blue-eyed son?
And what did you hear, my darling young one?
I heard the sound of a thunder, it roared out a warnin'
Heard the roar of a wave that could drown the whole world
Heard one person starve, I heard many people laughin'
Heard the song of a poet who died in the gutter
Heard the sound of a clown who cried in the alley
And it's a hard, and it's a hard, it's a hard, it's a hard
And it's a hard rain's a-gonna fall
Oh, who did you meet, my blue-eyed son?
Who did you meet, my darling young one?
I met a young child beside a dead pony
I met a white man who walked a black dog
I met a young woman whose body was burning
I met a young girl, she gave me a rainbow
I met one man who was wounded in love
I met another man who was wounded with hatred
And it's a hard, it's a hard, it's a hard, it's a hard
It's a hard rain's a-gonna fall
Oh, what'll you do now, my blue-eyed son?
Oh, what'll you do now, my darling young one?
I'm a-goin' back out 'fore the rain starts a-fallin'
I'll walk to the depths of the deepest black forest
Where the people are many and their hands are all empty
Where the pellets of poison are flooding their waters
Where the home in the valley meets the damp dirty prison
Where the executioner's face is always well-hidden
Where hunger is ugly, where souls are forgotten
Where black is the color, where none is the number
And I'll tell it and think it and speak it and breathe it
And reflect it from the mountain so all souls can see it
Then I'll stand on the ocean until I start sinkin'
But I'll know my song well before I start singin'
And it's a hard, it's a hard, it's a hard, it's a hard
It's a hard rain's a-gonna fall



دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: