ذلكَ النّفس البارد الذي شعرتَ به
فوق عنقك،
وتلكَ الذراع الطويلة
الخارجة من سرداب حانوتيّ،
والتي اختطفتْ ساعة يدك.
رأيتَ ريشها يتطاير،
ورأيت أجنحة تعتم
أمْ شواربَ الجرذ ما رأيت؟
ثمّ إنّك قد رأيتَ أذنيك تختفيان
في جيبه.
قُرصتْ، مسلوخةً ببرد،
أذنا حارس الكنيسة
خيميائيّو كريّات الغبار
تحت السرير،
صانعو نسيج العنكبوت،
ومرايا لم ينظر إليها بعد.
لسان، وحده،
في قفص عصفور
محجوب بقميصِ
عملٍ ليليّ.
يُردّد ما تقوله الدّقائق،
وما تقوله الرّيح الحمراء،
والحلزون الزّاحف على ورقة خسّ.
والدّمُ المتدفّقُ
كنهرٍ
في الغاباتِ
وأنتَ تنامُ.

أنتَ ورقة شجر تطفو
في اندفاعاتهِ،
الزّبدُ الأبيضُ أنتَ
والشلّالُ،
نهرٌ لا يعرفُ اسمَهُ
والبحر الذي في الليل
كبائع جوّال لحليّ صغيرة ورخيصة يُعدّ منضدته
والقمر لحم خنزير الجزّار

الكَرْشُ يعرجُ
في قباقيب خشبيّة
متعكّزاً على
سكّين وشوكة.
في داخله — كلّ العالم هادئ
كدار سينما معتمة،
وأنتَ، كذلك،
بآلة طباعتك الصدئة.
كبركة مطر صغيرة في جهنّم،
يحلم بك،
راغباً ببصقة،
وتفّاحة في فمك.







(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ تحسين الخطيب)

---