العربية - نعومي شهاب ناي | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعرة وكاتبة أمريكية مرموقة من أصول فلسطينية، حاصلة على جائزة نيوستات لأدب الأطفال عام 2013(1952-)


1776 | 0 |




توقَّفَ الرَّجلُ ذُو العينَيْنِ الضَّاحكتَيْنِ عنِ الابتسامِ
ليقولَ: "طالَما أَنَّكِ تتكلَّمينَ العربيَّةَ
لَنْ تفهَمي الأَلمَ"

ليفعلَ شيئًا مَا بالجزءِ الخلفيِّ منَ الرَّأْسِ،
يحملُ عربيٌّ الأَسى فِي الجزءِ الخلفيِّ منَ الرَّأْسِ،
حيثُ شقوقُ اللُّغةِ فقطْ، والوتيرةُ نفسُها للأَحجارِ
الباكيةِ، ومِفصلٌ مزعجٌ فِي البوابَّةِ المعدنيَّةِ القديمةِ.

همسَ لِي: "ذاتَ مرَّةٍ ستعلَمِينَ. بإِمكانِكِ دخولُ الغرفةِ
فِي أَيِّ وقتٍ تحتاجِينَها. الموسيقَى الَّتي تسمَعِينها عنْ بُعدٍ،

منَ الطَّبلِ المصفُوعِ فِي حفلِ زفافِ غريبٍ،
تتفجَّرُ داخلَ بشرتِكِ، وداخلَ المطرِ، وأَلفُ
لسانٍ ينبضُ. تكُونِينَ قدْ تغيَّرتِ"

فِي الخارجِ، توقَّفَ الثَّلجُ أَخيرًا.
فِي أَرضٍ نادرًا مَا يتساقطُ الثَّلجُ علَيْها،
كنَّا شَعرْنا بأَيَّامِنا تزدادُ بياضًا، ولَا تزالُ.

اعتقَدْتُ أَنَّ الأَلمَ ليسَ لهُ لسانٌ، أَو أَنَّ كلَّ لسانٍ
فِي الآنِ ذاتهِ، هوَ مُترجِم أَسمَى، وغربالٌ. أَعترفُ
بخَجلِي. أَنْ تعيشَ علَى شفَا العربيَّةِ، وتجذبَ
خيوطَها الغنيَّةَ بدونِ فَهمِ
كيفيَّةِ نسجِ البساطِ... ليستْ هديةً لديَّ.
الصَّوتُ، ولكنْ ليسَ المعنَى.

ظللْتُ أَبحثُ مِن فوقِ كتفِهِ لأَجلِ شخصٍ مَا آخرَ
أَتحدَّثُ إِليهِ، وأَتذكَّرُ صَديقي المتوفَّى الَّذي يخربشُ فقطْ
أَنا لَا أَستطيعُ الكتابةَ. مَا الجيِّدُ الَّذي يمكنُ لأَيَّةِ قواعدَ

لهَا بعدَ ذلكَ؟ لمستُ ذراعَهُ، وقبضتُ علَيْها بشدَّةٍ،
وهذَا لَا يمكنُ أَحيانًا أَن أَفعلَهُ فِي الشَّرقِ الأَوسطِ،
وقلتُ، سأَفعَلُها، وأَنا أَشعرُ بالحُزنِ

علَى قلبِهِ الطَّيِّبِ المُتزمِّتِ. لكنْ فِي وقتٍ لاحقٍ فِي شارعِ زَلِقٍ
نادَى علَى سيَّارةِ أُجرةٍ بصياحٍ مؤْلمٍ! وتوقَّفتْ
فِي كلِّ لُغةٍ، وفُتِحتْ أَبوابُها.






(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ محمد حلمي الريشة)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   


Arabic


The man with laughing eyes stopped smiling
to say, “Until you speak Arabic–
–you will not understand pain.”

Something to do with the back of the head,
an Arab carries sorrow in the back of the head
that only language cracks, the thrum of stones

weeping, grating hinge on an old metal gate.
“Once you know,” he whispered, “you can enter the room
whenever you need to. Music you heard from a distance,

the slapped drum of a stranger’s wedding,
wells up inside your skin, inside rain, a thousand
pulsing tongues. You are changed.”

Outside, the snow had finally stopped.
In a land where snow rarely falls,
we had felt our days grow white and still.

I thought pain had no tongue. Or every tongue
at once, supreme translator, sieve. I admit
my shame. To live on the brink of Arabic, tugging

it’s rich threads without understanding
how to weave the rug…I have no gift.
The sound, but not the sense.

I kept looking over his shoulder for someone else
to talk to, recalling my dying friend who only scrawled
I can’t write. What good would any grammar have been

to her then? I touched his arm, held it hard
which sometimes you don’t do in the Middle Easter, and said.
I’ll work on it, feeling sad.

for his good strict heart, but later in the slick street
hailed a taxi by shouting Pain! and it stopped
in every language and opened its doors.



دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: