الحنان - نعومي شهاب ناي | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعرة وكاتبة أمريكية مرموقة من أصول فلسطينية، حاصلة على جائزة نيوستات لأدب الأطفال عام 2013(1952-)


1561 | 0 |




قبل أن تعرفَ ما هو اللُّطْف حقّاً
عليكَ أنْ تَفقِدَ الأشياءَ،
أنْ تشعرَ بالمستقبلِ يذوبُ في لحظةٍ
مثلَ ملحٍ في مرَقٍ هشّ.
ما تمسكه في يدك،
ما تعوّلُ عليه و تحفظهُ بعناية،
كلُّ هذا يجبُ أنْ يذهبَ حتى تعرفَ
كيف أنَّ خرابَ المنظرِ يحيطُ
بأقاليمَ اللُّطف.
كيف أنكَ تركَبُ وتركَبُ
تَحسِبُ أنَّ الحافلةَ لنْ تتوقفَ مطلقاً،
الركّابُ الذين يأكلون الذُّرةَ والدَّجاجَ
سيحدّقونَ خارجَ النافذةِ إلى الأبد.

قبلَ أنْ تتعلَّمَ الجاذبيّةَ الناعمةَ للُطْف،
عليكَ أنْ تسافرَ حيثُ الهندي بعباءته البيضاء
يموتُ مستلقيّاً على جنباتِ الطريق.
عليك أن ترى كيف يمكنُ أنْ يكونَ هذا أنت،
و كيف أنّه كان شخصاً ما
سافرَ بأحلامِه -أيضاً- خلالَ الليل،
ما يبقيه حيّاً مجرّدُ نَفَسٍ من الهواء.

قبل أنْ تعرفَ اللُّطف كأعمق شيءٍ
في الداخلِ،
عليكَ أنْ تعرفَ الأسى كأعمق شيءٍ أيضاً.
عليكَ أنْ تستيقظَ بالأسى.
عليكَ أنْ تتحدثَ إليه
حتى يقبضُ صوتُكَ خيطَ كلِّ المآسي
و ترى مقاسَ القماش.
هكذا فاللُّطف وحدهُ يصنعُ الفارقَ الآن،
اللُّطف وحدهُ يربطُ حذاءك
ويبعثُكَ إلى اليومِ،
إلى رسائلِ البريدِ ولتشتري الخبزَ،
اللُّطف وحدهُ يرفعُ رأسَه
بين حشْدٍ من الناسِ؛ ليقولَ:
إنه أنا مَنْ تبحثُ عنه،
وسأذهبُ معك في كلِّ مكان
مثل ظلٍّ أو صديق.


المصدر: مدونة المترجم






(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ شريف بقنه الشهراني)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   

قبل أن تعرف ما هو الحنان حقاً
يجب أن تخسر أشياءَ،
أن تحسّ أنّ المستقبل يذوب في لمح البصر
كالملح في حساءٍ خفيف.
ما كنت تحمله في يدك،
ما كنت تَعُدّه وتوفره بحرص،
كل هذا يجب ان يذهب حتى تعرف
كيف يمكن للمشهد أن يكون بائساً
ما بين أقاليم الحنان
كيف يمكنك أن تظلّ راكباً
وتظنّ أنّ الحافلة لن تتوقف أبدا،
وأنّ الركّاب الذين يأكلون الذُّرَةَ والدجاج
سوف يظلّون يحدّقون من النافذة إلى الأبد.
قبل أن تتعلم الجاذبية الرقيقة للحنان،
عليك أن تسافر حيث الهنديّ ذو المعطف الأبيض
يرقد ميتاً على جانب الطريق.
يجب أن ترى كيف يمكن أن يكون هذا هو أنت،
كيف أنّه هو أيضا كان شخصاً ما
يسافر أثناء الليل ولديه أهداف
ولديه الأنفاس البسيطة التي تبقيه على قيد الحياة.
قبل أن تعرف الحنان
باعتباره أعمق شيء يكمن في داخلنا،
لا بُدّ لك أن تعرف الحزن
باعتباره الشيء الآخر الأعمق في داخلنا.
لا بُدّ لك أن تصحو من نومك مع الحزن.
لا بُدّ لك أن تتحدث إليه إلى أن
يُمْسِكَ صوتُك بخيط الأحزان جميعاً
وترى حجم القماش.
وبعدئذٍ يصبح الحنان هو وحده الذي يحمل أيّ معنى،
الحنان هو وحده الذي يعقد لك ربّاط حذائك
ويرسلك إلى النهار لتبعث بالرسائل بالبريد
وتشتريَ الخبز،
الحنان هو وحده الذي يرفع رأسه
من بين حشود الدنيا ليقول
إنني أنا الذي كنت تبحث عنه،
ثم يرافقك إلى كل مكان
مثل ظلّك أو صديقك.




(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ نزار سرطاوي)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ( 0)   


Kindness


Before you know what kindness really is
you must lose things,
feel the future dissolve in a moment
like salt in a weakened broth.
What you held in your hand,
what you counted and carefully saved,
all this must go so you know
how desolate the landscape can be
between the regions of kindness.
How you ride and ride
thinking the bus will never stop,
the passengers eating maize and chicken
will stare out the window forever.

Before you learn the tender gravity of kindness
you must travel where the Indian in a white poncho
lies dead by the side of the road.
You must see how this could be you,
how he too was someone
who journeyed through the night with plans
and the simple breath that kept him alive.

Before you know kindness as the deepest thing inside,
you must know sorrow as the other deepest thing.
You must wake up with sorrow.
You must speak to it till your voice
catches the thread of all sorrows
and you see the size of the cloth.
Then it is only kindness that makes sense anymore,
only kindness that ties your shoes
and sends you out into the day to gaze at bread,
only kindness that raises its head
from the crowd of the world to say
It is I you have been looking for,
and then goes with you everywhere
like a shadow or a friend.




دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: