قلتُ للشّعر - أليس ووكر | اﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.ﻛﻮﻡ

شاعرةٌ، وروائيَّةٌ، وكاتبةٌ، وناشطةٌ أَمريكيَّةٌ أَفريقيَّةُ الأَصلِ (1944-)


1524 | 0 |




قلتُ للشّعرِ: "ها قد فرغتُ
منكَ"
ليسَ لهواً
أنْ تكونَ على شفيرِ الموتِ
قبلَ أنْ ينسلَّ ضوءٌ غريبٌ.
"كلا، شكراً لكَ، أيّها الإبداعُ،
فلا يحتاجُ الإلهامُ إلى طلبٍ.
إني خارجةٌ إلى أوقاتي البهيّةِ—
على أقلِّ تقديرٍ،
بعضُ ميثاقٍ غير مؤلمٍ"
تراجعَ الشّعرُ
ولعبَ لعبةَ الموتِ
حتّى هذا الصّباحِ.
لم أكُن حزينةً أو أيّ شيءٍ آخرَ،
قلقةً، ليسَ إلا.
قالَ الشّعرُ: "أتذكرينَ
الصّحراءَ، وكيفَ كنتِ مسرورةً
بأنّ لكِ عينٌ
تبصرينَ بها؟ أتذكرينَ
ذلكَ، ولَوْ بعضَ الشيء؟"
قلتُ: "لم أسمع ذلكَ.
ثمّ، إنّها الخامسةُ صباحاً.
لن أنهضَ
في العتمةِ
لأكلّمك".
قالَ الشّعرُ : "ولكن، فكّري بالوقتِ
الذي رأيتِ فيهِ القمرَ
فوقَ ذلكَ الوادي الصّغيرِ
الذي أحببتهِ أكثرَ
منَ الكبيرِ— وكيفَ كنتِ مندهشةً
لأنّ أشعّةَ القمرِ كانت خضراءَ
وما زلتِ
بعينٍ سليمةٍ
تبصرينها بها
فكّري في ذلك!"
"سوف أنضمُّ إلى الكنيسةِ، قلتُ،
كدرةً، أشيحُ وجهي إلى الجدارِ.
سأتعلّمُ كيفَ أصلي ثانيةً".
"دعيني أسألكِ، قالَ الشعرُ
حينَ تصلّينَ، ما الذي تظنّينَ
بأنّكِ سوفَ ترينَهُ؟"
لقد تمكّن الشعرُ منّي.
"لا ورقةَ
في هذي الغرفةِ"، قلتُ.
"وذاكَ القلمُ الجديدُ الذي اشتريتهُ
يصدرُ جلبةً مضحكةً."
"هراءٌ"، قالَ الشعرُ.
"هراءٌ"، قلتُ.






(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ تحسين الخطيب)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ (0)   

قلتُ للشِّعر:
"انتهيتُ منكَ لتوّي".
وفيما راح يحتضرْ
بدأ يزحفُ نحوي،
أضفتُ:
" شكرًا أيها الإبداع
لم أعدْ كشاعرةٍ بحاجةٍ إلى الإلهام،
سأذهب إلى هناك
حيث شيءٌ من الفرحْ،
حيث عهودٌ لا تعرفُ الألمْ
على الأقل."

رقدَ الشِّعرُ على ظهرِه
وادَّعى الموتَ حتى الصباح.

لم ينتبني حزنٌ،
ربما شيءٌ من الضجرِ وحسب.

قال الشعرُ فجأةً:
"أتذكرينَ الصحراءَ،
وكم كنتِ سعيدةً أن لكِ عينين تريانها؟
أتذكرين ذلك ولو لُماماً؟"
أجبتُ:
"لم أعدْ أسمعُك حتى،
فضلاً عن كونها الخامسة فجرًا
وبالتأكيد لم أصحُ في الظلام
كم أجل أن أحادثك!"

قال الشَّعرُ:
"فقط فكرّي في الأوقاتِ التي تأملّتِ فيها القمرَ
فوق ذاكَ الوادي الضَّيق،
كم عشقتِه !
وكم أدهشتكِ أشعتُ القمر الخضراءْ،
وأن عينًا واحدةً ما زالت لديكِ،
ترصدين بها المشهدَ،
تذكَّري ذلك وحسب."

"سألتحقُ بالكنيسةِ".
أجبته بغضبٍ
وأدرتُ وجهي صوبَ الحائطِ
"سأتعلم كيف أصلّي من جديد."

"دعيني أسألُك إذن،
حسب ظنّكِ
ماذا سترين في الصلاةِ"

باغتني السؤالُ
فقلتُ وقد زال عني الهدوء:
"لا أوراق هنا في الغرفة
ثُمَّ هذا القلمَ
الذّي اشتريتُه بالأمسِ
يصدرُ صريرًا مزعجًا."

"اللعنة!"
قال الشعرُ

" اللعنة !"
قلُتها

المصدر: فاطمة ناعوت - مشجوج بفأس
(مختارات من الشعر الإنجليزي والأمريكي المعاصر)
الهيئة العامة لقصور الثقافة - القاهرة - 2004


(ﺟﻤﻴﻊ ﺗﺮﺟﻤﺎﺕ فاطمة ناعوت)
اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ( 0)   


I Said to Poetry


I said to Poetry: "I'm finished
with you."
Having to almost die
before some wierd light
comes creeping through
is no fun.
"No thank you, Creation,
no muse need apply.
Im out for good times--
at the very least,
some painless convention."


Poetry laid back
and played dead
until this morning.
I wasn't sad or anything,
only restless.


Poetry said: "You remember
the desert, and how glad you were
that you have an eye
to see it with? You remember
that, if ever so slightly?"
I said: "I didn't hear that.
Besides, it's five o'clock in the a.m.
I'm not getting up
in the dark
to talk to you."


Poetry said: "But think about the time
you saw the moon
over that small canyon
that you liked so much better
than the grand one--and how suprised you were
that the moonlight was green
and you still had
one good eye
to see it with


Think of that!"


"I'll join the church!" I said,
huffily, turning my face to the wall.
"I'll learn how to pray again!"


"Let me ask you," said Poetry.
"When you pray, what do you think
you'll see?"


Poetry had me.


"There's no paper
in this room," I said.
"And that new pen I bought
makes a funny noise."


"Bullshit," said Poetry.
"Bullshit," said I.



دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: